203
البضاعة المزجاة المجلد الأول

دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللّهِ، قَدْ أَرْمَضَنِي اخْتِلاَ فُ الشِّيعَةِ فِي مَذَاهِبِهَا!فَقَالَ: «يَا جَابِرُ، أَ لَمْ أَقِفْكَ عَلى مَعْنَى اخْتِلَافِهِمْ مِنْ أَيْنَ اخْتَلَفُوا، وَمِنْ أَيِّ جِهَةٍ تَفَرَّقُوا؟!قُلْتُ: بَلى يَا ابْنَ رَسُولِ اللّهِ.
قَالَ: فَلَا تَخْتَلِفْ إِذَا اخْتَلَفُوا ، يَا جَابِرُ ، إِنَّ الْجَاحِدَ لِصَاحِبِ الزَّمَانِ كَالْجَاحِدِ لِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي أَيَّامِهِ، يَا جَابِرُ، اسْمَعْ، وَعِ» .قُلْتُ : إِذَا شِئْتَ .
قَالَ : «اسْمَعْ، وَعِ، وَبَلِّغْ حَيْثُ انْتَهَتْ بِكَ رَاحِلَتُكَ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام خَطَبَ النَّاسَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ مِنْ وَفَاةِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَذلِكَ حِينَ فَرَغَ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ وَتَأْلِيفِهِ، فَقَالَ :الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي مَنَعَ الْأَوْهَامَ أَنْ تَنَالَ إِلَا وُجُودَهُ، وَحَجَبَ الْعُقُولَ أَنْ تَتَخَيَّلَ ۱ ذَاتَهُ ؛ لأْتِنَاعِهَا مِنَ الشَّبَهِ وَالتَّشَاكُلِ، بَلْ هُوَ الَّذِي لَا يَتَفَاوَتُ فِي ذَاتِهِ، وَلَا يَتَبَعَّضُ بِتَجْزِئَةِ الْعَدَدِ فِي كَمَالِهِ ؛ فَارَقَ الْأَ شْيَاءَ لَا عَلَى اخْتِلَافِ الْأَ مَاكِنِ، وَيَكُونُ فِيهَا لَا عَلى وَجْهِ الْمُمُازَجَةِ، وَعَلِمَهَا لَا بِأَدَاةٍ ؛ لَا يَكُونُ الْعِلْمُ إِلَا بِهَا، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَعْلُومِهِ عِلْمُ غَيْرِهِ بِهِ كَانَ عَالِماً بِمَعْلُومِهِ .إِنْ قِيلَ : «كَانَ» فَعَلى تَأْوِيلِ أَزَلِيَّةِ الْوُجُودِ، وَإِنْ قِيلَ: «لَمْ يَزَلْ» فَعَلى تَأْوِيلِ نَفْيِ الْعَدَمِ.
فَسُبْحَانَهُ وَتَعَالى عَنْ قَوْلِ مَنْ عَبَدَ سِوَاهُ، وَاتَّخَذَ إِلهاً غَيْرَهُ عُلُوّاً كَبِيراً.نَحْمَدُهُ بِالْحَمْدِ الَّذِي ارْتَضَاهُ مِنْ خَلْقِهِ، وَأَوْجَبَ قَبُولَهُ عَلى نَفْسِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَا اللّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، شَهَادَتَانِ تَرْفَعَانِ الْقَوْلَ، وَتُضَاعِفَانِ الْعَمَلَ ؛ خَفَّ مِيزَانٌ تُرْفَعَانِ مِنْهُ، وَثَقُلَ مِيزَانٌ تُوضَعَانِ فِيهِ، وَبِهِمَا الْفَوْزُ بِالْجَنَّةِ، وَالنَّجَاةُ مِنَ النَّارِ، وَالْجَوَازُ عَلَى الصِّرَاطِ.وَبِالشَّهَادَةِ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَبِالصَّلَاةِ تَنَالُونَ الرَّحْمَةَ.

1.في الحاشية: «عبّر عن الإدراك بالتخييل للتنبيه على أنّ العقل في عدم قدرته على إدراك ذاته كالخيال ؛ إذ الصور العقليّة كالصور الخياليّة في الحدوث والتجزّي والتحليل والتحيّز والاتّصاف بالعوارض والافتقار إلى محلّ وعلّة ، وقدس الحقّ منزّه عن جميع ذلك. صالح». شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۰۳ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
202

متن الحديث الرابع

(وهي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام ، وهي خطبة الوسيلة)

۰.مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَعْمَرٍ،۱عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُكَابَةَ۲التَّمِيمِيِّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ النَّضْرِ الْفِهْرِيِّ۳، عَنْ أَبِي عَمْرٍو۴الْأَوْزَاعِيِّ۵، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ،۶عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ،۷قَالَ:

1.في الحاشية : «الكوفي ، يكنّى بأبي الحسين صاحب الصبيحي ، سمع منه التلعكبري ، وله منه إجازة . مصحّح» . اُنظر : رجال النجاشي ، ص ۱۳۸ ، الرقم ۳۵۶ ؛ وص ۲۳۵ ، الرقم ۶۲۲ ؛ رجال الطوسى ، ص ۴۴۲ ، الرقم ۶۳۱ . ولا يخفي أنّ بعض فقرات الحديث ورد في الأمالي للصدوق ، ص ۲۶۳ ، المجلس ۵۲ ، ح ۹ ؛ والتوحيد ، ص ۷۲ ، ح ۲۷ بسند الصدوق رحمه الله عن الكليني رحمه الله ، عن محمّد بن عليّ بن معن ، إلخ ، ونحن لم نجد هذا العنوان في موضع .

2.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي . وفي كلتا الطبعتين وأكثر نسخ الكافي : «عكاية» بالياء . والتحقيق فيه ما ضبطه الشارح رحمه الله ؛ لأنّ المتتبّع لا يرى في مواضع استعمالها في الكتب المختلفة من الرجاليّة والتراجم والفهارس واللغويّة (من كتب الأصحاب والمخالفين) إلّا بالباء . اُنظر : رجال النجاشي ، ص ۱۲۴ ، الرقم ۳۱۹ ؛ وص ۴۲۰ ، الرقم ۱۱۲۴ ؛ الإكمال لابن ماكولا ، ج ۱ ، ص ۱۵۵ ، الرقم ۵۴۱ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱ ، ص ۲۰۸ ، الرقم ۳۳ ؛ وج ۲ ، ص ۲۸۲ ،الرقم ۷۵۶ ؛ الجرح والتعديل ، ج ۷ ، ص ۱۷۹ ، الرقم ۱۲۳ ؛ تهذيب الكمال ، ج ۱ ، ص ۴۴۳ ؛ وج ۲ ، ص ۳۰۸ ؛ الأنساب للسمعاني ، ج ۱ ، ص۳۸۵ ؛ الفهرست لابن النديم ، ص ۶۲ . والعُكابة ـ كما يظهر من أقوال أهل اللغة ـ كدُخانة ، أبو حيّ من بكر ، وهو عُكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل . اُنظر : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۸۸ ؛لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۲۶ ؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۰۷ (عكب) . فيظهر ممّا قلنا أنّ ما ثبت في بعض المواضع بالياء قليلاً مثل كمال الدين ، ص ۵۶۱ وغيره ، فهو محرّف .والرجل ـ على أيّ حال ـ مجهول ، لم يذكروه علماء الرجال .

3.الرجل مجهول أيضا ، لم يذكروه إلّا ما جاء في المناقب ، ج ۳ ، ص ۱۵۱ لابن شهر آشوب من هذين البيتين : «أنّ النبيّ محمّدا ووصيّهفي كلّ سابقة هما إخوان قمران نسلهما النجوم فثاقبمنها وخاف خامدا للمعان» .

4.في الحاشية عن بعض النسخ: «عمر».

5.قال الشيخ الطوسي رحمه الله في رجاله ، ص ۲۴۷ ، الرقم ۳۲۲۲ : «[هو] الفقيه» . وفي أعيان الشيعة ، ج ۲ ، ص ۳۸۸ ،الرقم ۲۶۱۲ : «أقول : الظاهر أنّه أبو عمرو عبد الرحمان بن عمرو بن أبي عمرو ، واسمه محمّد الشامي الأوزاعي ، الفقيه المشهور ، نزيل بيروت ، المتوفّى بها سنة ۱۵۸ أو ۱۵۵ أو ۱۵۱ ؛ فإنّه في طبقة عمرو بن شمر الراوي عن الإمام جعفر الصادق (المتوفّى سنة ۱۴۸)» .

6.في الحاشية: «عمرو بن شمر، أبو عبد اللّه الجُعفي عربي ، روى [الصادق] عن جابر ، ضعيف. غض» رجال ابن الغضائري ، ج ۴ ، ص ۳۰۵ . وانظر للمزيد : رجال البرقي ، ص ۳۵ ؛ رجال الطوسي ، ص ۲۵۰ ، الرقم ۳۵۰۷ ؛ رجال العلّامة ، ص۲۴۱ ، ح ۶ .

7.في الحاشية: «جابر بن يزيد أبو عبد اللّه عربيّ قديم ، لقي الباقر والصادق عليهماالسلام ومات في أيّامه ، وروى عنه جماعة من الضعفاء منهم عمرو بن شمر ، ثقة في نفسه ، ولكن جلّ من روى عنه ضعيف. مصحّح». راجع : رجال النجاشي ، ص ۱۲۸ ، الرقم ۳۳۲ ؛ رجال الكشّي ، ص ۱۹۱ ؛ رجال الطوسي ، ص ۱۷۷ ، الرقم ۲۰۹۲ ؛ رجال العلّامة ، ص ۳۵ ،الرقم ۲ ؛ وص ۲۴۱ ، الرقم ۶ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 108968
صفحه از 630
پرینت  ارسال به