213
البضاعة المزجاة المجلد الأول

شرح

قوله: (خطبة الوسيلة) ؛ سمّيت بها لاشتمالها على ذكر الوسيلة ومقامها وكيفيّتها.
وقوله: (محمّد بن عليّ بن مَعمر) بفتح الميم وإسكان العين المهملة وفتح الميم. كذا في الإيضاح . ۱ (عن محمّد بن عليّ بن عُكابة التَّيمي) .
في القاموس: «عُكابة كدُخانة : ابن صعب ، أبو حيّ من بكر». ۲ (عن الحسين بن النضر الفِهري) .
في القاموس: «الفهر بالكسر: قبيلة من قريش». ۳ (عن أبي عمرو الأوزاعي) .
في القاموس: «الأوزاع : الجماعات ، ولقب مرثد بن زيد ، أبي بطن من همدان». ۴ (عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد) .
السند ضعيف، لكن آثار الصحّة لائحة من قوّة بيان الخطبة، وصحّة معانيها بحيث لا يحتاج إلى إسناد، مع كونها من الخطب المشهورة عنه صلوات اللّه عليه.وقوله: (قد أرمضني) أي أحرقني وأوجعني في المصيبة.
(اختلافُ الشيعة في مذاهبها) أي اختيار كلّ صنف منهم مذهباً، واختلفوا في الاُصول والفروع جميعاً.(فقال: يا جابر، أ لم أقفك) إلى قوله: (تفرّقوا) .
هذا الكلام يدلّ على أنّه عليه السلام أوقفه على ذلك قبل.قال الفيروزآبادي: «وقف يَقف وُقوفاً: دام قائماً، ووقفته أنا وقفاً ، كوقّفته وأوقفته ، وفلاناً على دنبه : أطلعه» . ۵ (قلت: بلى يابن رسول اللّه، قال: فلا تختلف إذا اختلفوا) ؛ لأنّ اختلاف هؤلاء لغرض من

1.إيضاح الاشتباه ، ص ۱۹۲ .

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۰۷ (عكب) . وراجع فيه إلى ما قلنا سابقا في هامش متن الحديث .

3.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۱۲ (فهر) .

4.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۹۳ (وزع) .

5.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۰۵ (وقف) .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
212

أَلَا وَإِنَّ أَوَّلَ شَهَادَةِ زُورٍ وَقَعَتْ فِي الْاءِسْلَامِ شَهَادَتُهُمْ أَنَّ صَاحِبَهُمْ مُسْتَخْلَفُ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مَا كَانَ رَجَعُوا عَنْ ذلِكَ، وَقَالُوا: إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَضى وَلَمْ يَسْتَخْلِفْ، فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله الطَّيِّبُ الْمُبَارَكُ، أَوَّلَ مَشْهُودٍ عَلَيْهِ بِالزُّورِ فِي الْاءِسْلَامِ، وَعَنْ قَلِيلٍ يَجِدُونَ غِبَّ مَا يَعْمَلُونَ ، وَسَيَجِدُ ۱ التَّالُونَ غِبَّ مَا أَسَّسَهُ الْأَوَّلُونَ .وَلَئِنْ كَانُوا فِي مَنْدُوحَةٍ مِنَ الْمَهْلِ، وَشِفَاءٍ مِنَ الْأَجَلِ ، وَسَعَةٍ مِنَ الْمُنْقَلَبِ، وَاسْتِدْرَاجٍ مِنَ الْغُرُورِ، وَسُكُونٍ مِنَ الْحَالِ، وَإِدْرَاكٍ مِنَ الْأَمَلِ، فَقَدْ أَمْهَلَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ شَدَّادَ بْنَ عَادٍ، وَثَمُودَ بْنَعَبُّودٍ، وَبَلْعَمَ بْنَ بَاعُورٍ، وَأَسْبَغَ عَلَيْهِمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً، وَأَمَدَّهُمْ بِالْأَمْوَالِ وَالْأَعْمَارِ، وَأَتَتْهُمُ الْأَرْضُ بِبَرَكَاتِهَا، لِيَذَّكَّرُوا آلَاءَ اللّهِ، وَلِيَعْرِفُوا الْاءِهَابَةَ لَهُ وَالْاءِنَابَةَ إِلَيْهِ، وَلِيَنْتَهُوا عَنِ ا لأْتِكْبَارِ، فَلَمَّا بَلَغُوا الْمُدَّةَ، وَاسْتَتَمُّوا الْأُكْلَةَ، أَخَذَهُمُ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَاصْطَلَمَهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ حُصِبَ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَحْرَقَتْهُ الظُّلَّةُ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَوْدَتْهُ الرَّجْفَةُ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَرْدَتْهُ الْخَسْفَةُ، «فَما كانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ» . ۲ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاباً، فَإِذَا بَلَغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ لَوْ كُشِفَ لَكَ عَمَّا هَوى إِلَيْهِ الظَّالِمُونَ، وَآلَ إِلَيْهِ الْأَخْسَرُونَ، لَهَرَبْتَ إِلَى اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِمَّا هُمْ عَلَيْهِ مُقِيمُونَ، وَإِلَيْهِ صَائِرُونَ.أَلَا وَإِنِّي فِيكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ كَهَارُونَ فِي آلِ فِرْعَوْنَ، وَكَبَابِ حِطَّةٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَسَفِينَةِ نُوحٍ فِي قَوْمِ نُوحٍ، وَإِنِّي ۳ النَّبَأُ الْعَظِيمُ، وَالصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ، وَعَنْ قَلِيلٍ سَتَعْلَمُونَ مَا تُوعَدُونَ، وَهَلْ هِيَ إِلَا كَلُعْقَةِ الآْكِلِ، وَمَذْقَةِ الشَّارِبِ، وَخَفْقَةِ الْوَسْنَانِ، ثُمَّ تُلْزِمُهُمُ الْمَعَرَّاتُ جَزَاءً ۴ فِي الدُّنْيَا، وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ، وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ، فَمَا جَزَاءُ مَنْ تَنَكَّبَ مَحَجَّتَهُ، وَأَنْكَرَ حُجَّتَهُ، وَخَالَفَ هُدَاتَهُ، وَحَادَ عَنْ نُورِهِ، وَاقْتَحَمَ فِي ظُلَمِهِ، وَاسْتَبْدَلَ بِالْمَاءِ السَّرَابَ، وَبِالنَّعِيمِ الْعَذَابَ، وَبِالْفَوْزِ الشَّقَاءَ، وَبِالسَّرَّاءِ الضَّرَّاءَ، وَبِالسَّعَةِ الضَّنْكَ، إِلَا جَزَاءُ اقْتِرَافِهِ، وَسُوءُ خِلَافِهِ .فَلْيُوقِنُوا بِالْوَعْدِ عَلى حَقِيقَتِهِ، وَلْيَسْتَيْقِنُوا بِمَا يُوعَدُونَ يَوْمَ تَأْتِي الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ، «ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ * إِنّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ * يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً»۵ إِلى آخِرِ السُّورَةِ .

1.في الطبعة القديمة : «يعلمون وسيجدون» .

2.التوبة(۹) : ۷۰ ؛ العنكبوت (۲۹) : ۴۰ .

3.في الطبعة القديمة : «إنّي» بدون الواو.

4.في الطبعة القديمة : «خزيا» .

5.ق (۵۰) : ۴۲ ـ ۴۴ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 108601
صفحه از 630
پرینت  ارسال به