أي عيب ، يقول الناظر: لو كان كذا لكان أحسن . ۱
وأقول: كأنّه إشارة إلى نفي الشبه والتشاكل وبرهان عليه، وتقريره أنّه تعالى لو جاز عليه التشابه وأمثاله من لوازم الإمكان ، لزم أن يتفاوت في أصل ذاته بأن يكون له أجزاء متفاوتة خارجيّة كالأعضاء والجوارج والأبعاض والأبعاد، أو عقليّة كالجنس والفصل، وبالجملة يلزم أن يتفاوت في ذاته وذاتيّاته بالعموم والخصوص والمغايرة والمباينة وأمثالها، ولا شكّ أنّ جميع ذلك من صفات الحدوث وصفات الإمكان، ويمتنع اتّصاف الواجب بالذات بما هو من لوازم الإمكان، وإلّا لزم صيرورة الواجب ممكناً، وبالعكس .وقيل: إشارة إلى نفي اتّصافه بصفات الخلق، وتحقّق التشابه بينه وبينهم؛ لأنّ ذلك يوجب تحقّق التفاوت في ذاته، وإنّه باطل . بيان ذلك أنّ هويّته المستفادة من قوله : «بل هو» ذاتيّة مطلقة غير مضافة إلى الغير، ومن كان كذلك فهو هو دائما من غير تبدّل ولا تغيّر في ذاته وهويّته ، فلو طرء عليه المعاني وصفات الخلق لزم انتقاله من هويّته الذاتيّة إلى هويّته الإضافيّة، فلزم التفاوت في ذاته، وإنّه محال، انتهى ۲ . فتأمّل فيه .(ولم يتبعّض ۳ بتجزئة العدد في كماله) أي في حدّ كماله، أو في صفات كماله.وكأنّه إشارة إلى نفي زيادة الصفات الذاتيّة الموجودة في الخارج على ذاته المتعالية، وكلمة «في» ظرفيّة، أو سببيّة.
وقيل: المراد بتجزئة العدد تحليله بأجزائه المستلزم للكثرة، وإنّما نفى التبعّض والتجزّئ للتنبيه على ما يلزم القائلين بزيادة الصفات من لزوم كون الواجب مجموع الصفة والموصوف؛ لأنّ الواجب كامل بالاتّفاق والبرهان، والكامل هذا المجموع لا كلّ واحد منها بانفراده بالضرورة ، والقول بأنّ المجموع واجب الوجود أقبح وأشنع للزوم التركيب والحدوث والإمكان والافتقار من جهات شتّى، وإن كان القول بأنّ الواجب أحدهما دون الآخر أيضاً باطلاً بالضرورة. ۴ (فارق الأشياء لا على اختلاف الأماكن) بأن يكون هو في مكان وسائر الأشياء في مكان
1.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۵۴ (فوت) .
2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۰۴ .
3.في المتن الذي نقله الشارح رحمه الله سابقا وكلتا الطبعتين : «ولا يتبعّض» .