225
البضاعة المزجاة المجلد الأول

وأقول : روى المصنّف رحمه الله في باب تاريخ مولد النبي صلى الله عليه و آله ووفاته بإسناده عن داودبن كثير الرقّي، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : ما معنى السلام على رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟
فقال: «إنّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ لمّا خلق نبيّه ووصيّه وابنته وابنيه وجميع الأئمّة ،وخلق شيعتهم ، أخذ عليهم الميثاق، وأن يصبروا ويُصابروا ويُرابطوا، وأن يتّقوا اللّه، ووعدهم أن يسلّم لهم الأرض المباركة والحرم الآمن، وأن ينزّل لهم البيت المعمور، ويُظهر لهم السقف المرفوع، ويُريحهم من عدوّهم والأرض التي يُبدّلها اللّه من السلام، ويسلّم ما فيها لهم، لا شية فيها».قال: «لا خصومة فيها لعدوّهم، وأن يكون لهم فيها ما يحبّون، وأخذ رسول اللّه صلى الله عليه و آله على جميع الأئمّة وشيعتهم ۱ الميثاق بذلك، وإنّما عليه تذكرة نفس الميثاق، وتجديد له على اللّه ، لعلّه يجعله جلّ وعزّ، ويعجّل ۲ السلام لكم بجميع ما فيه». ۳ (يا أيّها الناس، إنّه لا شرف أعلى من الإسلام) .
في القاموس: «الشرف محرّكة: العلوّ، والمكان العالي، والمجد، أو لا يكون إلّا بالآباء ، أو علوّ الحسب، ومن البعير : سنامه». ۴ (ولا كرم أعزّ من التقوى) .
في القاموس: «الكرم ۵ محركّة: ضدّ اللؤم» ۶ . وفي الصحاح : «اللئيم : الدني?الأصل الشحيح النفس» . ۷ وقيل: المراد أنّ التقوى كرم فيها غاية عزّة ليست في غيرها، والعزّة إمّا العظمة، أو القدرة، أو الندرة، أو الغلبة، والتقوى مستلزمة لجميع ذلك؛ لأنّها تحمى أولياء اللّه عن محارمه، وألزمت قلوبهم مخافته حتّى أسهرت لياليهم، وأظمأت هواجرهم، وتربط الأبدان

1.في الحاشية عن بعض النسخ: «وشيعتنا».

2.في الحاشية عن بعض النسخ: «ويعجّله».

3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۵۱ ، باب مولد النبيّ صلى الله عليه و آله ووفاته ، ح ۳۹ .

4.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۵۷ (شرف) . وقال المحقّق المازندراني رحمه الله : «ظاهر أنّه لا شرف أعلى من شرف الإسلام ؛ إذ هو في الدنيا والعقبى» .

5.في الحاشية: «الكرم: بزرگوارى. كنز اللغة».

6.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۷۰ (كرم) .

7.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۲۵ (لأم) .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
224

وتفريط هما مذمومان، والصراط المستقيم هو الوسط . ۱«إِنَّ اللّهَ وَمَلاَ ئِكَتُهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ» .قال البيضاوي:
معنى «يُصَلُّونَ» : يعتنون بإظهار شرفه وتعظيم شأنه . «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ» : اعتنوا أنتم أيضاً؛ فإنّكم أولى بذلك، وقولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد . «وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً» ، وقولوا : السّلام عليك أيّها النبي . وقيل: وانقادوا لأوامره . والآية تدلّ على وجوب الصلاة والسلام عليه في الجملة.وقيل: تجب الصلاة كلّما جرى ذكره؛ لقوله عليه السلام : «رُغم أنف رجل ذُكرتُ عنده، فلم يصلّ عليّ» . ۲ وقوله : «من ذكرت عنده، فلم يصلّ عليّ، فدخل النار ، فأبعده اللّه» . ۳ وتجوز الصلاة على غيره تبعاً له، وتكره استقالاً ؛ لأنّه في العرف صار شعارا لذكر الرسول ، ولذلك كره أن يقال: «محمّد عزّ وجلّ» وإن كان عزيزاً وجليلاً. ۴ انتهى.وقال بعض الأفاضل:
معنى صلاة اللّه تعالى على نبيّه إفاضته أنواع الكرامات ولطائف النعم عليه، وأمّا صلاتنا وصلاة الملائكة عليه فهو سؤال وابتهال في طلب تلك الكرامه ورغبة في إفاضتها عليه، وأمّا استدعاؤه صلى الله عليه و آله الصلاة من اُمّته ۵ فلاُمور :منها أنّ الدعاء مؤثّر في استدار فضل اللّه ونعمته ورحمته ، وما وعد الرسول من الحوض والشفاعة والوسيلة ، وغير ذلك من المقامات المحمودة ، غير محدودة على وجه لا يتصوّر الزيادة فيها ، بالاستمداد من الأدعية استزادة تلك الكرامات .ومنها ارتياعه صلى الله عليه و آله به، كما قال: «إنّي اُباهي بكم الاُمم» . ۶ ومنها الشفقة على الاُمّة بتحريضهم على ما هو حسنة في حقّهم، وقربة لهم. انتهى . ۷

1.كذا قرأناه .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۰۷ .

3.مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۵۴ ؛ سنن الترمذي ، ج ۵ ، ص ۲۱۰ ، ح ۳۶۱۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۵۴۹ .

4.الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۹۵ ، باب الصلاة على النبيّ و ... ، ح ۱۹ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۹۶ ، باب فضل شهر رمضان و ... ، ح ۱۸۳۲ ؛ التهذيب ، ج ۴ ، ص ۱۹۲ ، باب فضل شهر رمضان ، ح ۴ (وفي الأخيرين مع اختلاف يسير) .

5.تفسير البيضاوي ، ج ۴ ، ص ۳۸۵ .

6.الكافي» ، ج ۵ ، ص ۳۳۳ ، باب كراهية تزويج العاقر ، ح ۲ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۱۹۷ ، ح ۷۲۱ ؛ التوحيد ، ص ۳۹۵ ، ح ۱۰ .

7.نُسب القول إلى المحقّق الفيض رحمه الله . راجع : التجلّي الأعظم للسيّد فاخر الموسوي ، ص ۹۶ و۲۲۴ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 113508
صفحه از 630
پرینت  ارسال به