231
البضاعة المزجاة المجلد الأول

والاسم : السوء بالضمّ» . ۱ وفي بعض النسخ: «الشرّ» بدل «الشره».
ولعلّ المقصود حينئذ أنّ الشرّ أمر كلّي يندرج فيه جميع أفراد المساوي والعيوب، كما أنّ الخير ـ الذي ضدّه ـ كلّي جامع للمحاسن كلّها . ۲ (ربّ طمع خائب) .
يقال: خاب يخيب خَيبة، إذا حرم ، وخسر ، وكفر ، ولم ينل ما طلب.ووصف الطمع ـ وهو الحرص على الشيء ـ بالخيبة مجاز، والمراد وصف صاحبه بها، وظاهر أنّ الطمع بما في أيدي الناس مع كونه مهانة ظاهرة ومذلّة حاضرة أكثره خائب، والعاقل لا يرتكب العار مع الفوائد العظيمة، فكيف مع عدمها؟!(وأمل كاذب) .
الأمل: الرجاء، وكثيراً ما يطلق على الرغبة في طول البقاء في الدنيا، وتوجيه القلبإلى حصول أسبابها وأسباب رفاهيّة العيش والتلذّذ فيه، والكدّ في تحصيل المقتنيات الفانية الزائلة .
وهذا مع كونه مانعاً من التوجّه إلى الآخرة، وسبباً لزوال ما حصل من أحوالها فيالذهن أكثره كاذب لا يحصل أبداً، ولا ينبغي لسالك طريق الآخرة أن يعقد قلبه عليه، ويضيّع أوقاته له.
(ورجاء يؤدّي إلى الحرمان) .يقال: حرمه الشيء ـ كضربه وعلمه ـ حرماناً بالكسر، أي منعه من مأموله.
وقيل: الرجاء المؤدّي إلى الحرمان أعمّ من أن يكون من اللّه كرجاء ثوابه والتجاوز عن عقابه، مع الاستمرار في العصيان؛ لأنّ ذلك الرجاء حماقة، كما دلّ عليه بعض الروايات، أو من الخلق ؛ فإنّ حصول المرجوّ منهم نادر جدّاً.وبالجملة الرجاء من اللّه حسن بشرط الطاعة، ومن الخلق مذموم مطلقاً.

1.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۵۵ (سوأ) .

2.وقال بعض المحقّقين : كلّ واحد من الخير والشرّ إمّا مطلق كالعقل وعدمه ، وإمّا مقيّد كالمال ونحوه . شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۰ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
230

يكون ۱ من فعل القلب، وقد يطلق على فعل الجوارح، وهو تكلّف مشاقّ اُمور الدنيا لعدم الاعتماد على وكيل. ۲ (وهو داعي الحِرمان) .
الظاهر أنّ الضمير راجع إلى التقحّم في الذنوب؛ لأنّ الدخول فيها بلا رويّة وإلقاء النفس عليها من غير مبالات داع إلى الحرمان من السعادات والخيرات، أو من الرزق الحلال المقدّر له؛ فإنّه بقدر ما يتصرّف فيه من الحرام يقاص منه من الرزق الحلال، كما يدلّ عليه صريح بعض الأخبار. ۳ ويحتمل إرجاع الضمير إلى الحرص؛ لأنّ الحرمان عن المطلوب لازم للحرص؛ إذ مراتب الحرص على الاُمور غير محصورة، وحصول تلك الاُمور كلّها معتذر أو متعسّر جدّا ، فالحريص دائماً في ألم الحرمان.(والبغي سابق إلى الحَين) .
البغي مجاوزة الحدّ، والاستطالة، والكذب، والزنا، والعدول عن الحقّ، والاختيال في المشي ، والخروج عن طاعة الإمام العدل.والحَين بفتح الحاء المهملة: الهلاك والمحنة . والبغي بتلك المعاني مستلزم لهما كما دلّت عليه روايات آخر.
(والشَّرَه جامع لمساوي العيوب) .الشَرَه محرّكة: غلبة الحرص. والمساوى ء جمع المساءة ، أو السوء على غير قياس.
قال الجوهري : «ساءه يسوءه سَوءاً ومَساءة ـ بالفتح ـ ومسائية : نقيض سرّه ،

1.كذا قرأناه .

2.في الحاشية : «لأنّ الحريص لا يبالي الدخول في المحارم من المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمناكح ، والحرص على المباح أيضا مذمومة ؛ ألا ترى أنّ أبانا آدم غلبه الحرص على أكل الشجرة مع كونه مباحا، لحقه وذرّيّته ما لحقه من المحنة والمصائب التي يعجز عن تحمّلها الجبال المراسيات. صالح». شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۰ .

3.في الحاشية : «لكن يكون ذلك غالبا في المؤمن الممتحن ، [وقد] روي أنّ اللّه ـ عزّ وجلّ ـ إذا كان من أمره أن يكرم عبداً وله ذنب ابتلاه بالسقم، فإن لم يفعل [به] ابتلاه بالحاجة، فإن لم يفعل ذلك ابتلاه بشدّة الموت ؛ ليكافيه بذلك الذنب. صالح». شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۰ . وروي الخبر في الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۴۴ ، باب تعجيل عقوبة الذنب ، ح ۱ (مع اختلاف يسير) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 113486
صفحه از 630
پرینت  ارسال به