233
البضاعة المزجاة المجلد الأول

وفي بعض النسخ: «المقطّعات النوائب». والإضافة على الأوّل بيانيّة، أو من قبيل إضافه الصفة إلى الموصوف . وعلى الثاني من قبيل لُجَين الماء بتشبيه النوائب بالمقطّعات، وهي الثياب التي قطّعت من نحو الجبّة والقميص، هذا إذا قرئ بالفتح الطاء ، وأمّا إذا قرى ء بكسرها فالإضافة من قبيل الأوّل.ونقل الشيخ البهائي عن بعض أهل اللغة : أنّ المقطّعات جمع لا واحد لها من لفظها، وواحدها ثوب. ۱ والحاصل أنّه لا يقال للجبّة مثلاً مقطّعة، بل يقال لجملة الثياب مقطّعات، وللواحد ثوب. ۲
وقيل: يمكن أن يقرأ «المُفظَعات» بالفاء والظاء المعجمة ، جمع المفظعة ـ بفتح الظاء أو بكسرها ـ من فظع الأمر ـ بالضمّ ـ فظاعة، وهو فظيع، أي شديد شنيع، وأفظعه: وجده فظيعا . ۳ (وبئست القِلادة قلادة الذنب للمؤمن) .
القلادة بالكسر: ما يجعل في العُنُق، شبّه الذنب بها في لزومه للمذنب لزوم القِلادة للأعناق ، ووجه الذمّ العامّ أنّ الذنب مع كونه موجباً للعقوبة الاُخرويّة يوجب نقص الثمرات ومحق البركات وإغلاق خزائن الخيرات.والغرض من هذا الكلام التنفير عن ارتكاب الذنب مع الاتّصاف بالإيمان . ۴ (أيّها الناس، إنّه لا كنز أنفع من العلم) .
قيل: شبّه العلم بالكنز في الخفاء والنفع وميل الطبع إليه، ورجّحه عليه ؛ لكونه روح النفس وحياة القلب وكمال الإنسان وسبباً لبقائه ونجاته مع زيادته بالإنفاق.والغرض منه هو الحثّ على تحصيل علم الدين وما يتعلّق به . ۵

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۱ .

2.راجع : الأربعون حديثا ، ص ۱۹۶ ، ذيل الحديث الخامس .

3.راجع : شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۱ .

4.في شرح المازندراني : «الغرض منه هو الحثّ على رفع حجب النفوس التي هي الذنوب والمعاصي ، واستعدادها بذلك ؛ لقبول الرحمة بالتوبة ، والإقلاع من المعصية ، والانزجار عنها ، والتذكّر للمبدأ الأوّل وما أعدّ لأوليائه الأبرار في دار القرار» .

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۲ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
232

ثمّ اعلم أنّ الطمع في أصل اللغة الحرص، والأمل ـ كجَبَل ـ وشبه الرجاء . والرجاء : ضدّ اليأس، فهي متقاربة، وقد يفرق بأنّ المطلوب من الطمع أقرب في الحصول من المرجوّ، ويؤيّده أنّ الحرص معتبر في مفهوم الطمع، والحرص على الشيء لا يكون إلّا إذا كان ذلك الشيء ممكناً قريب الوقوع، والمرجوّ أقرب في الحصول من المأمول. ۱ (وتجارة تؤول إلى الخسران) .
التجارة بالكسر: البيع والشراء ، والحذاقة في الأمر، وفعله كنصر.والخَسْر والخُسران: النقص . يقال: خسر التاجر كفرح وضرب، أي وُضع في تجارته، أو غَبِنَ .
والخُسران كما يكون في تجارة الدنيا كذلك يكون في تجارة الآخرة من كسب الأعمال والعقائد والأخلاق ؛ فإنّ العمل كثيراً ما لا يقع على الوجه المعتبر في الشريعة لتطرّق الاختلال في ذاتيّاته أو صفاته أو شرائطه، ويصير ذلك موجباً وسبباً للانحراف عن الدين والضلال عن المنهج القويم ، وذلك هو الخسران المبين.وقيل: في هذه الفقرات توبيخ للناس على إدبارهم عن الآخرة ، إقبالهم إلى الدنيا، وتنفير لهم عنها بذكر الخيبة والكذب والحرمان والخسران . ۲ (ألا ومن تورّط في الاُمور) أي وقع فيها بحيث يعسر النجاة والتخلّص منها.
قال الجوهري: «الوَرطة : الهلاك ، وأصل الورطة : أرض مطمئنّة لا طريق فيها، وأورطه وورّطه: أوقعه في الورطة، فتورّط» . ۳ (غيرَ ناظر في العواقب) ؛ ليعرف حسنها وقبحها وصلاحها وفسادها.
(فقد تعرّض لمُفضحات النوائب) أي المصيبات التي توجب الفضيحة والإهانة. يقال: فضحه ـ كمنعه ـ إذا كشف مساويه، فافتضح، وأفضح الصبح : بَدا .والنائبة: المصيبة، واحدة نوائب الدهر.

1.راجع للمزيد : الفروق اللغويّة لأبي هلال العسكري ، ص ۷۳ (الفرق بين الأمل والطمع) ؛ وص ۱۸۳ (الفرق بين الحرص والطمع) ؛ وص ۲۴۸ (الفرق بين الرجاء والطمع) .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۱ .

3.الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۱۶۶ (ورط) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 113485
صفحه از 630
پرینت  ارسال به