235
البضاعة المزجاة المجلد الأول

والنصب : العَلَم المنصوب، ويحرّك» ۱ انتهى.ولك تطبيق قوله عليه السلام بإحدى تلك المعاني بنوع من التقرّب.
وفي بعض النسخ: «ولا نسب» . قيل: أي نسب صاحب الغضب الذي يغضب على الناس لشرافة نسبه أوضع الأنساب وأخسّها، ففي الكلام تقدير، ولعلّه تصحيف . ۲
وفي تحف العقول: «ولا نصب أوجع من الغضب». ۳ (ولا جمال أزين من العقل) .
قيل: عدّ العقل جمالاً، وهو الحسن في الخَلق والخُلق، ورجّحه عليه في الزينة؛ لأنّ بالعقل يستقيم الظاهر والباطن، ويتمّ الكمالات الدينيّة والدنيويّة، وكلّ خير يصلح التزيّن به تابع له، والغرض منه هو الحثّ على تكميله بالعلوم والآداب . ۴ (ولا سَوءة أسوأ من الكذب) .
في القاموس: «السوءة: الفرج ، والفاحشة ، والخلّة القبيحة» . ۵ (ولا حافظ أحفظ من الصَّمت) عمّا لا يعني ؛ فإنّه أقوى حافظ من آفات الدارين؛ لأنّ آفات اللسان ومعاصيه كثيرة، فمن صمت إلّا عن خير نجا .(ولا غائب أقرب من الموت) .
فيه حثّ على ذكره وانتظاره في كلّ وقت ؛ لاحتمال وروده آناً فآناً. والغرضمنه الاستعداد له، والكدّ والمسارعة لاُمور الآخرة، والتحذير عن الانهماك في الاشتغال بأشغال الدنيا.
(أيّها الناس، إنّه ۶ من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره) ؛ إمّا لكثرة ما يظهر عليه من

1.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۳۲ (نصب) .

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۴۱ .

3.تحف العقول ، ص ۹۲ .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۲ و۲۱۳ .

5.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۸ (سوأ) . وفي الحاشية: «لأنّ الكذب مع أنّه ليس من خصلة الصالحين يوجب خراب الدنيا والدين وقتل النفوس وفساد النظام وهلاك وغيرها من المفاسد ؛ ألا ترى أنّ إبليس أفسد بكذب واحد نظام آدم وأولاده إلى يوم الدين ، وأنّ الأوّل وناصره كيف أفسدا به دين سيّد المرسلين. صالح» . شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۳ .

6.في المتن الذي نقله الشارح رحمه الله سابقا والطبعة الجديدة : ـ «إنّه» .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
234

(ولا عزّ أرفع من الحلم) .قيل: الحلم ـ وهو الأناة والتثبّت في الاُمور ـ يحصل بالاعتدال في القوّة الغضبيّة، ويمنع النفس من الانفعال عن الواردات المكروهة المؤذية، والجزع عند الاُمور الهائلة ، والطيش في المؤاخذة وصدور حركات غير منتظمة ، وإظهار المزيّة على الغير ، والتهاون في حفظ ما يجب حفظه شرعاً وعقلاً، وهو أرفع وأعظم ما يوجب العزّ في الآخرة برفع اللّه درجات، وفي الدنيا عند الخلائق بوجوه الاعتبارات . ۱ (ولا حسب أبلغ) أي أكمل (من الأدب) وهو بالتحريك حسن التناول والدرس.
وقيل: هو وضع الشيء موضعه، ولا يتحقّق ذلك إلّا بالعلم والعمل. ۲ والحسب محرّكة: الشرف بالآباء وما يعدّه الإنسان من مفاخرهم ، ويقال: حسب الرجل خُلقه وماله . أو هو الشرف المكتسب في الرجل ، وإن لم يكن آباؤه أشرافاً.والغرض منه الترغيب إلى تحصيل الأدب؛ لأنّه أشرف كمالات الإنسان وأكملها. أو شرفه بالانتساب بالآباء الروحانيّة الذين توسّطوا في الحياة المعنويّة بالإيمان والعلم وسائر الكمالات المتشعّبة منها .والترغيب في التفاخر بشرف الآباء اعتباري ، لا نصيب فيه للولد حقيقة ، والإيماء إلى أنّ الآباء ينبغي أن يورثوا الأولاد أدبا .
(ولا نَصَب ۳ أوضع من الغضب) .النصب بالتحريك: التعب، وبالضمّ وبضمّتين: الداء والبليّة والمحنة . والتعب محرّكة: ضدّ الرضا .
أو عرّفوه بأنّه ثوران النفس وحركتها بسبب تصوّر المؤذي والضارّ إلى الانتقام، وهو من أخسّ أفراد التعب وأقبحه ؛ لكثرة مفاسده من الأفعال الشنيعة والأقوال القبيحة والأخلاق الذميمة والحركات الخارجة عن القوانين الشرعيّة والعقليّة.قال الفيروزآبادي: «نصبه المرض ينصبه: أوجعه، والشيء: وضعه ، ورفعه ، ضدّ،

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۲ .

2.راجع : شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۲ .

3.في المتن الذي نقله الشارح رحمه الله سابقا : «نسب» بالسين المهملة .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 113473
صفحه از 630
پرینت  ارسال به