237
البضاعة المزجاة المجلد الأول

(ومن سفه على الناس شُتم) .السَفَه: الخفّة ، والطيش ، والاضطراب ، وإيذاء الناس ، وعدم تحمّل شيء منهم.
وفي القاموس: «السَفَه، محرّكة وكسحاب وسحابة: خفّة الحلم، أو نقيضه، أو الجهل، وسفه ـ كفرح وكرم ـ وعلينا: جَهِل، فهو سفيه» . ۱ (ومن خالط الأنذال حُقّر) .
الأنذال جمع نَذْل ، وهو الخسيس من الناس ، المحتقر في جميع أحواله.والتحقير: الإرذال والتصغير.
(ومن حمل ما لا يُطيق عجز) أي من حمل حملاً لا يُطيق حمله، ولا يكون في وسعهمن الأفعال والأعمال الدينيّة أو الدنيويّة عجز عنها، أو عن إكمالها، وفات عنه كمالات اُخر لو اشتغل بها لم تفت عنه، واستحقّ بذلك التحقير والإذلال عند الخالق والخلق، بل عند نفسه أيضاً.(أيّها الناس، إنّه لا مال أعود ۲ من العقل) .
في القاموس: «العائدة: المعروف ، والصلة ، والعطف ، والمنفعة، وهذا أعود: أنفع» . ۳ والغرض أنّ العقل أنفع الأموال؛ لأنّ نفعه في الدنيا والعُقبى جميعاً بخلاف غيره من الأموال.
وقيل: «في عدّ العقل من أفراد المال تجوّز واستعارة، والوجه الانتفاع» . ۴ أقول : لا يبعد أن يكون إطلاق المال عليه حقيقة؛ لأنّ المال ما ملّكته من كلّ شيء تنتفع به، وهذا منه .
وفيه ترغيب في اكتساب العقل ممّا كان منه كسبيّاً، والسعي في أسباب حصوله من العلوم والآداب.(ولا فقر أشدّ من الجهل) .
قيل: لأنّ الفقر عدم النافع، والجهل أشدّ عدم النافع ، ولا فقر أشدّ من الجهل ؛ لاشتراك

1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۸۵ (سفه) مع التلخيص .

2.في الحاشية: «أعود من العائدة ، وهي النعمة. صالح». شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۵ .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ . ص ۳۱۹ (عود) .

4.شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۵ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
236

عيوب نفسه فيحزنه ذلك، أو ليشتغل بدفعها فلا يتوجّه إلى عيوب غيره، أو لأنّه يظهر عليه من عيوب نفسه ما هو أشنع ممّا يرى في غيره، فلا يستعظم عيب غيره، ولا يعيبه عليه.(ومن رضي برزق اللّه لم يأسف على ما في يد غيره) أي من رضي بقسمته من رزق اللّه لا يتوقّع الزائد عليه ممّا في يد غيره، فلا يحزن بفواته.وفي القاموس: «الأسف محرّكة: أشدّ الحزن، أسف ـ كفرح ـ وعليه: غضب». ۱
(ومن سَلّ سيف البغي قُتل به) .السلّ: انتزاع الشيء وإخراجه في رفق، وفعله كمدّ. والبغي: الظلم. ۲ (ومن نسي زَلله استعظم زَلل غيره) .
في القاموس: «زللت تزلّ وزللتَ ـ كمللتَ ـ زلاًّ وزليلاً ومزلّة ـ بكسر الزاي ـ وزلولاً وزَلَلاً محرّكة: زلقت في طين أو منطق، وأزلّه غيره واستزلّه» . ۳ (ومن اُعجب برأيه ضلّ) .
قال الجوهري: «أعجبني هذا الشيء لحسنه، وقد اُعجب فلان بنفسه، فهو مُعجَب برأيه وبنفسه، والاسم: العُجب بالضمّ» . ۴ وقال الفيروزآبادي: «العُجب: بالضمّ: الزَّهو والكبر، وأعجبه: حمله على العَجَب منه، واُعجب به : عجب وسُرّ» . ۵ وقال: «الرأي: الاعتقاد» ۶ انتهى.
أي من سرّ باعتقاده وعقله من [جهة] كمال اكتسبه في ظنّه ، ضلّ عن طريق الحقّ ، ولم يهتد به .(ومن استغنى بعقله زلّ) عن مطلوبه في اُمور دينه ودنياه، بل لابدّ في الأوّل من المشورة مع الأصدقاء العقلاء الاُمناء، وفي الثاني من الرجوع إلى قانون صاحب الشريعة الغرّاء.

1.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۱۷ (أسف) .

2.قال المازندراني رحمه الله : «يحتمل الظاهر، والإضافة للملابسة ، ويحتمل أن يشبه البغي بالسيف ، وإضافته إليه للبيان» .

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۸۹ (زلل) . وفي شرح المازندراني : «لأنّ استعظام زلل الغير وانحرافه عن سبيل الحقّ إنّما هو لعظمة قبحه وقبح المخالفة ، ولا يرتكب ذلك إلّا من نسي زلل نفسه ، وإلّا لاشتغل بإصلاحها تحرّزا من القبيح ، وخوفا من اللؤم ، وحياء من اللّه » .

4.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۷۷ (عجب) .

5.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۰۱ (عجب) .

6.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۳۱ (رأي) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 113453
صفحه از 630
پرینت  ارسال به