241
البضاعة المزجاة المجلد الأول

(شاهد يُخبر عن الضمير)؛ فليكن ما في الضمير لا يضرّه ولا غيره، ولا يوجب وبالاًولا نكالاً.
قال الجوهري: «الشهادة : خبر قاطع ، تقول منه: شهد الرجل على كذا، وشهده شهوداً، أي حضره» . ۱ وأقول : الظاهر أن يراد هنا المعنى الأوّل.
واعلم أنّ الضمير المستتر في «يخبر» راجع إلى الشاهد، وفي قوله: «يفصل» إلى الحاكم على الظاهر، ويمكن عودهما إلى الإنسان بتقدير العائد للموصوف، أي يخبر به ويفصل به . وكذا قوله: «يأمر» و«ينهى».وأمّا قوله: «يردّ» و«يدرك» و«يعرف»، فالمستتر فيها للإنسان لا غير، فتدبّر.
(وحاكم يَفصل بين الخطاب) أي يميّز بين الخطاب الحقّ والباطل، والبليغ وغيره.وقيل: يمكن أن يراد بالفصل تقطيع الحروف، وجعل بعضها خطاباً وبعضها خطاباً آخر واضح الدلالة على المقصود. ۲ (وناطق يُرَدّ به الجواب) بعد السؤال عن اُمور الدين والدنيا، ولابدّ أن يكون الجواب على وجه الصواب.
(وشافع يُدرك به الحاجة) من اللّه ومن غيره لنفسه ولغيره، ولابدّ أن تكون مشروعة؛ لأنّ غيرها كفران للنعمة.(وواصف يُعرف به الأشياء) ذواتها وصفاتها ، تصوّراً وتصديقاً، وتعلّماً وتعليماً.
وقوله: «يعرّف» على صيغة المعلوم من التعريف.(وآمر) ۳ . في بعض النسخ: «وأمير».
(يأمر بالحسن) على صيغة المصدر، أو الصفة المشبّهة، أي ما هو حسن عقلاً ونقلاً في اُمور الدين أو الدنيا.(وواعظ يَنهى عن القبيح) تحريماً أو تنزيهاً.
(ومُعَزّ) اسم فاعل من التعزية.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۶ .

2.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۹۴ (شهد) .

3.في المتن الذي نقله الشارح رحمه الله سابقا وكلتا الطبعتين : «وأمير» .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
240

(ولا ورع كالكفّ عن ۱ المحارم) .في القاموس: «ورع ، كورث: كفّ». ۲
وفي الصحاح: «الورع بكسر الراء: الرجل التقي، وقد ورع يرع ـ بالكسر فيهما ـ وَرَعاً وَرِعة». ۳ وقيل: هذا الكلام بيان أنّ الورع عن المحارم مقدّم على الورع عن الشبهات والمكروهات ؛ فإنّ أكثر الناس يتنزّهون عن كثير من المكروهات لإظهار الورع، ولا يبالون بارتكاب أكثر المحرّمات . ۴ وقيل: الورع عبارة عن لزوم الأعمال الجميلة المفيدة في الآخرة، والغفلة معه عن الاُمور الدنيويّة، والمصالح المتعلّقة بجزئيّاتها ليست بضارّة، بل ربّما كان سبباً للنجاة من عذاب الآخرة، وهي متكثّرة أفضلها الكفّ عن محارم اللّه خوفاً من اللّه . ۵ (ولا حلم كالصبر والصَّمت) .
الحلم بالكسر: الأناة ، وفعله ككرم.وفي بعض النسخ: «ولا حكم»، وهو بالضمّ الحكمة من العلم .
ولما كان الحلم ـ وهو ملكة العفو والصفح عن الآثام، والتجاوز عن الانتقام ـ لا يحصل إلّا بالصبر على المكاره والشدائد والسكوت في مقام البطش من المقابح والمفاسد، عدّهما أفضل منه؛ لأنّ الأصل أفضل من الفرع .وقيل: إنّما أورد عليه السلام هذه النصائح في صورة الإخبار ؛ للاهتمام بشأنها . ۶
(أيّها الناس، في الإنسان عشر خصال يُظهرها لسانه) .«لسانه» فاعل ليظهر، أو مبتدأ وخبره «شاهد»، فعلى الأوّل المبتدأ محذوف، وعلى الثاني فاعل «يظهر» ضمير راجع إلى الإنسان.
وعلى التقديرين المقصود أنّ هذه الخصال العشر كلّها تصدر عن اللسان.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۶ .

2.في الحاشية عن بعض النسخ: «من».

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۹۳ (ورع) .

4.الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۹۶ (ورع) .

5.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۴۲ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 113385
صفحه از 630
پرینت  ارسال به