243
البضاعة المزجاة المجلد الأول

في معرفة قدرها ومُنعمها وشكرها وصرفها في وجوه البرّ، وهي الوجوه التي طلبها المنعم بها . ۱ (أيّها الناس، إنّه لا خير في الصمت عن الحُكم) أي الحكمة من القول أو القضاء والحكومة، وعلى التقديرين يكون بالضمّ.
ويحتمل كونه بكسر الحاء وفتح الكاف على أن يكون جمع حكمة.(كما أنّه لا خير في القول بالجهل) .
قيل: دلّ على أنّ كتمان العلم والحقّ مع القدرة على إظهارهما مثل إفشاء الجهل والباطل في الحرمة، وأمّا بدون القدرة فقد يجب الكتمان كما دلّت عليه الروايات المتكثّرة . ۲ (واعلموا أيّها الناس إنّه من لم يَملك لسانه يَنْدَم) ۳ .في القاموس: «ندم عليه ـ كفرح ـ ندماً وندامة وتندم: أسف». ۴
(ومن لا يَعلم يجهل) .«يعلم» إمّا على صيغة المجهول من التعليم، أو المعلوم من العلم؛ وعلى الأوّل معناه من لم يتعلّم، فهو جاهل؛ لأنّ طريق العلم التعلّم، ويؤيّده أنّ في نسخ تحف العقول: «من لا يتعلّم». ۵ أو المراد من لم يتعلّم من عالم ربّاني فهو جاهل وإن تعلّم من غيره.
وعلى الثاني معناه: من ليس له حقيقة العلم فهو جاهل؛ إذ لا واسطة بينهما، فوجب تحصيله.وقيل: أو المراد من لم يعلم قدره فهو جاهل؛ لأنّ العلم مستلزم لمعرفته، وانتفاء اللازم

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۶ .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۷ .

3.في الحاشية: «أي من لم يملك لسانه ، وأجراه في ميدانه ، وتكلّم في كلّ طور من الأسرار والعلوم والمجادلة والمخاصمة والحرج والغيبة والتهمة والكذب والتكذيب والمضحكة والمزاح الكثير ، وكلّ ما لا يعني من غير تفكّر في حسن حاله وقبح مآله، يعزم بالآخرة ؛ لما رآه من الإفساد وذلّ النفس واحتقارها وسفهها واستهزاء الحاضرين ومعاداة السامعين ، ولا ينفعه الندم ، وقد روي : أنّ نجاة المؤمن من حفظ لسانه أو للاعتناء بمضمون هذه النصيحة والعمل بمقتضاه. صالح». شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۱۷ (مع اختلاف يسير) .

4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۸۰ (ندم) .

5.تحف العقول ، ص ۹۴ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
242

(تُسَكّن به الأحزان) من المصائب والنوائب.والتعزية تفعلة من العزاء، أي الصبر. يقال: عزّيته فتعزّى، أي صبّرته فتصبر.
والمراد بها طلب التسلّي عن المصائب بذكر ما يسهّله.(وحاضر) . في تحف العقول: «وحامد» . ۱
(تُجلى به الضَّغائن) .الضغينة: الحقد ، وهو إمساك العداوة، والتربّص لفرصتها.
وقيل: لعلّ المراد أنّه حاضر دائم الحضور يُجلى به الضغائن عن النفوس، ويدفع به الخصوم، ولا يحتاج إلى عدّة ومدّة بخلاف سائر ما يُجلى به الضغائن من المحاربات والمدافعات.ويمكن أن يكون المراد رفع ضغينة الخصم بلين الكلام واللطف.
ويحتمل أن يكون المراد بالحاضر القوم والجماعة ۲ ، وإطلاقه على اللسان محمولاً على المبالغة. قال في النهاية: «الحاضر : القوم النزول على ماء يقيمون به ، ولا يرحلون عنه». ۳ وقال في المغرب: «الحاضر والحاضرة: الذين حضروا الدار التي بها مجتمعهم» انتهى. ۴
أقول : لعلّ الأقرب أن يقال: المراد أنّه حاضر يعرف وجوه الكلام يأتي به على وجه يكشف الضغائن ويزيلها عن الصدور.(ومونق يُلهى به الأسماع) .
المونق: المُعجب، من آنقه إئناقاً، أي أعجبه . وألهاه عن كذا : أشغله، ووصف اللسان بالإئناق باعتبار ما صدر عنه من الكلام.وفي بعض النسخ: «تلذّذ به الأسماع». وفي بعضها: «تلتذّ» . قال الجوهري: «لذذتُ به لذاذاً ولذاذة: وجدته لذيذاً ، والتذّ به وتلذّذ» . ۵ قال بعض الشارحين:
هذه الخصال يحتاج إليها الإنسان في بقائه، والغرض من ذكرها وذكر آلاتها الترغيب

1.تحف العقول ، ص ۹۲ .

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۴۳ .

3.النهاية ، ج ۱ ، ص ۳۹۹ (حضر) .

4.المغرب ، ص ۱۲۰ (حضر) .

5.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۷۰ (لذذ) مع اختلاف يسير .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 113364
صفحه از 630
پرینت  ارسال به