إلى مسالك المحقّين ومذاهب المقرّبين التي يُعبّر عنها بالصراط المستقيم.(وفطنة الفهم للمواعظ ما يدعو النفس إلى الحذر من الخطر) ۱ .الظاهر أنّ «فطنة الفهم» مبتدأ، و«ما يدعو» خبره، وكلمة «ما» موصولة . أو الجملة معطوفة على معمولي «إنّ» ، أي إنّ فطنة الفهم للمواعظ التي تدعو النفس إلى الحذر عن مخاطرات الآخرة ، لا مجرّد الفهم الخالي عن العمل.ويحتمل أن تكون «فطنة الفهم» معطوفاً على «شواهد»، وكلمة «ما» مصدريّة ظرفيّة، أي ما دام يدعو النفس إلى الحذر.
والفِطنة بالكسر: الحذق . والفهم: العلم ومعرفة الشيء بالقلب .هذا بحسب اللغة، وأمّا في العرف فيطلقان على جودة تهيّؤ الذهن لقبول ما يرد عليه من العلوم والمعارف، فالاضافة على الأوّل لاميّة، وعلى الثاني بيانيّة .ولو اُريد بالفطنة المعنى العرفي، وبالفهم المعنى اللغوي، أو بالعكس، أو قرئ الفَهِم ـ بكسر الهاء ـ كانت الاضافة لاميّة أيضاً، واللام في قوله : «للمواعظ» للفهم.والموعظة: تذكير ما يليّن القلب من النوائب والعقاب.
وقيل: كلّ كلام مشتمل على الأمر بالخيرات والزجر عن المنهيّات. ۲ والخطر بتقديم المعجمة والتحريك: الإشراف على الهلاك، وبالتسكين وتقديم المهملة: الحَجر والتحريم.
وفي القاموس: «الحذر بالكسر وتحرّك: الاحتراز». ۳ (وللقلوب خواطر ۴ للهوى) .
قال الفيروزآبادي: «الخاطر: الهاجس ، الجمع: خواطر» ۵ . وقال: «هجس الشيء في صدره يَهجس: خطر بباله» . ۶
1.في الحاشية: «أي فطنة الذهن وفهمه للمواعظ القرآنيّة والنبويّة ما يدعو النفس إلى الاحتراز عن المخاطرات الداعية إلى الخروج عن منهج السداد والنفور عن سبيل الرشاد . وفيه توبيخ لمن ترك مقتضى فهمه ، وسلك سبيل البغي والفساد. صالح». شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۲۶ .
2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۲۵ .
3.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۶ (حذر) .
4.في المتن الذي نقله الشارح رحمه الله سابقا : «خاطر» .
5.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۲ (خطر) مع اختلاف يسير .
6.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۵۸ (هجس) .