وقال الجوهري: «الهيبة: المهابة، وهي الإجلال والمخافة، وقد هابه يهابه» . ۱ والمراد بالحكمة ما يعمّ النظريّة والعمليّة على نهج القوانين الشرعيّة، وبعبارة اُخرى هي خروج النفس إلى كمالها الممكن لها في جانبي العلم والعمل.(وأشرف الغنى ترك المُنى) ۲ .قال في القاموس: «الغنى ـ كإلى ـ ضدّ الفقر، وإذا فتح مُدّ» . ۳
وقال في المصباح: «مَنَى اللّه الشيء من باب رمى: قدّره، والاسم: المَنى ـ كعصى ـ تمنّيت كذا». ۴ قيل: مأخوذ من المَنْي، وهو القدر؛ لأنّ صاحبه يقدّر حصوله، والاسم: المُنية والاُمنيّة، وجمع الاُولى: مُنى، مثل غُرفة وغُرَف، وجمع الثانية: الأمانيّ . ۵ وفي بعض النسخ المصحّحة: «أترف» بدل «أشرف»، وهو اسم التفضيل من التُرفَة، وهي بالضمّ: النعمة ، والطعام الطيّب ، والشيء الظريف، تخصّ به صاحبك . وتَرِف ، كفرح: تنعّم.(والصبر جُنّة من الفاقة) .
قال الجوهري: «الجُنّة بالضمّ: ما استترت به من سلاح، والجنّة: السُترة». ۶ والمراد بالصبر الصبر على الفاقة والحاجة، أو مطلقاً.
وقيل: فيه استعارة حسّيّة كالفقرة الاُولى مرغّبة في ترك المنى والصبر ، حيث شبّه الصبر بالجنّة، ووجه التشبيه أنّ بالصبر يأمن من أصابه سهام الفاقة وثوران الاحتياج إلى ارتكاب المحرّمات المورثة للهلاك والدخول في النار، كما يأمن لابس الجنّة من أذى الضرب والجرح الموجب للهلاك . ۷ (والحرص علامة الفقر) يعني فقر القلب.
وقيل: إنّه علامة الفقر في الآخرة ؛ لشغله عنها بالدنيا، أو في الدنيا أيضاً؛ لأنّ الحريص
1.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۳۹ (هيب) .
2.في الحاشية: «فيه استعارة حسّيّة مرغبة في ترك المنى حيث شبّهه بالغنى ، وجعله أشرف أفراده باعتبار أنّه يوجب النفع والراحة والنجاة من التعب والهلاك في الدنيا والآخرة. صالح». شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۳۰ .
3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۷۱ (غنو) .
4.المصباح المنير ، ص ۵۸۲ (منا) مع اختلاف يسير.
5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۳۰ .
6.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۹۴ (جنن) .