273
البضاعة المزجاة المجلد الأول

الوَصْل : وَصل الشيء بالشيء ، وضدّ الهجران، والوَصل والصلة ، وضدّها الجفاء . ۱ والعَدَم ، بالتحريك : الفقر، وأعدم الرجل: افتقر.
والجفاء نقيض الصلة، ويقصّر.ورجل مُكثر: ذو مال، وأكثر: أتى بكثير . والإقلال: قلّة الجدة. ورجل مُقلّ : فقير .
يعني أنّ الفقير الوَصول إلى الناس بحسن الخلق والمودّة والجود والإحسان ـ وإن قلّ ـ وإلى الأرحام بصلتها خير من الجافي القاطع الكثير الإعطاء؛ لأنّ الجفاء مُذهب للعطاء .(والموعظة كَهف لمن وَعاها) ۲ .في القاموس: «الكهف ، كالبيت: المنقور في الجبل ، والملجأ». ۳
وفيه: «وَعاه يعيه : حفظه وجمعه» . ۴ (ومن أطلق طرفه كثر أسفه) .
يقال: أطلقت الأسير ، إذا خلّيته. وفي القاموس:الطَرف: العين، لا يجمع؛ لأنّه في الأصل مصدر، أو اسم جامع للصبر، لا يثنّى ولا يجمع، والطَّرَف محرّكة: الناحية ، والطائفة من الشيء، ومن البدن: اليدان والرجلان والرأس . ولا يدري أيّ طرفيه أَطول ، أي ذكره ولسانه . ولا يملك طرفيه ، أي أسته وفمه إذا شرب الدواء أو سكر . ۵ وأقول: يمكن هنا إرادة كلّ من تلك المعاني .
(وقد أوجب الدهر شكره على من نال سُؤله) .قال الفيروزآبادي في الأجوف الواوي: «النَّوال: العطاء، ونلته ونلت له وبه أنوله وبه: أعطيته». ۶

1.كذا قرأناه .

2.في الحاشية : «أي الموعظة ـ وهي ما اشتمل عليه الآيات العظيمة والسنّة الكريمة من الوعد والوعيد وضرب الأمثال والتذكير بالقرون الماضية ـ كهف منيع وملجأ رفيع لمن وعاها وحفظها وتأثّر قلبه اللطيف وذهنه الشريف بها ؛ فإنّها تدفع عن شهوات النفس. صالح». شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۳۱ .

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۹۳ (كهف) .

4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۴۰۰ (وعي) .

5.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۶۷ و۱۶۸ (طرف) مع التخليص .

6.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۶۱ (نول) .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
272

والفقير متشاركان في التعب والحزن والهمّ والاضطراب . ۱
(والبخل جِلباب المسكنة) .قال في القاموس: «البخل والبُخول ـ بضمّهما ، وكجبل ونجم وعنق ـ ضدّ الكرم» . ۲
وقال: «الجلباب كسرداب وسنمّار : القميص ، وثوب واسع للمرأة دون الملحفة، أو ما تغطّى به ثيابها من فوق كالمِلحَفة، أو هو الخِمار». ۳
والمسكنة مَفعلة من الاستكانة، وهي الخضوع والمذلّة.والمراد أنّ البُخل يلبس البخيل الفقرَ والمذلّة .
وقيل: لعلّ الإضافة من قبيل لجين الماء ، والوجه هو الإحاطة والشمول، والمراد أنّ البخل الحاجز للبخيل عن الإنفاق على نفسه وعياله وعلى أهل الحاجة مسكنة محيطة به في الدنيا والآخرة، كما روي عنه عليه السلام : «عجب للبخيل استعجل الفقر الذي منه هرب، ويفوته الغنى الذي إيّاه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء». ۴ (والمودّة قرابة مُستفادة) ۵ .القرابة بالفتح: قرب النسب، وقد يطلق على القريب كالقُرابة ـ بالضمّ ـ يعني مودّة الناس والتقرّب إليهم ۶ قرابة مكتسبة بهذه المودّة، وتصير منشأ لصيرورتهم كالأقارب يُعينونه وينصرونه ويدفعون عنه ويؤنسونه .(ووَصول مُعدم خير من جاف مُكثر) .
في بعض النسخ: «مقلّ» بدل «معدم» .

1.كذا قرأناه .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۳۰ .

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۳۳ (بخل) .

4.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۴۷ (جلب) .

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۳۰ . وانظر الخبر في: نهج البلاغة ، ص ۴۹۱ ، الحكمة ۱۲۶ مع اختلاف يسير .

6.في الحاشية: «ومن ثمّ قال عليه السلام : التودّد نصف العقل؛ لأنّ العقل نصفان: نصف عقل المعاد، ونصف عقل المعاش، والتودّد منه. صالح». شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۳۰ . وانظر : الفقيه ، ج ۴ ، ص ۴۱۶ ، ح ۵۹۰۴ ؛ تحف العقول ، ص ۲۲۱ ؛ كشف الغمّة ، ج ۲ ، ص ۲۰۷ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 112499
صفحه از 630
پرینت  ارسال به