311
البضاعة المزجاة المجلد الأول

(وسيفه على المجرمين) .في القاموس: «جرم فلان: أذنب ، كاجترم ، وإليهم وعليهم جريمة: جنى جناية ، كأجرم» . ۱ (وشدّ بي أزر رسوله) .
في القاموس: «الأزر: الإحاطة ، والقوّة ، والضعف ، ضدّ ، والتقوية ، والظَّهر» . ۲ (وأكرمني بنصره) .
والضمير لرسول اللّه صلى الله عليه و آله .وكذا قوله: (وشرّفني بعلمه) .
وعوده إلى اللّه في الموضعين لا يناسب السياق.وفي بعض النسخ: «بعلمه المكنون».
قيل: هو مثل العلم بأسرار القضا والقدر والتوحيد ، وبما كان وما يكون وما هو كائن، وبأحوال القيامة والجنّة والنار ومن فيها ، وأمثال ذلك . ۳ (وحَباني بأحكامه) أي أعطاني أحكام دينه؛ يقال: حباه كذا وبكذا، إذا أعطاه .
فقال: (وقد حَشَده المهاجرون والأنصار).في القاموس: «حَشَد يَحْشِد ويَحْشُد : جمع، والزرع : نبت كلّه . والقوم : خفّوا في التعاون، أو دعوا فأجابوا مُسرعين ، أو اجتمعوا لأمر واحد ، ورجل مَحشود : مطاع يخفون لخدمته». ۴ وقال الجوهري: «حشدوا يحشدون ـ بالكسر ـ حشد ، أي اجتمعوا، وكذلك حشدوا». ۵
وقيل: كان هنا حذفاً وإيصالاً، أي حشدوا عنده ، أو معه ، أو له ۶ . فتأمّل.(وانغصّت بهم المحافل) .
الانغصاص ، بالغين المعجمة والصاد المهملة: الامتلاء، والتضيّق.

1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۸۸ (جرم) . وفي شرح المازندراني : «إطلاق السيف عليه على سبيل التشبيه بالقطع والإهلاك والإفناء» .

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۶۳ (أزر) . والأظهر في المقام : الظَّهر ؛ قال المحقّق المازندراني رحمه الله : «وقد كان عليه السلام ظَهيرا له صلى الله عليه و آله في المعارك كلّها على إبطال العرب حين فشل الصحابة وجبنوا ، حتّى قوّي به ظهره ، واشتدّت به قوّته على الأعداء» . وراجع أيضا : مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۵۹ .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۴۹ .

4.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۸۸ (حشد) مع التلخيص .

5.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۶۵ (حشد) مع التلخيص .

6.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ . ص ۵۹ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
310

(وجعلني زُلفة للمؤمنين) .الزلفة بالضمّ: القرب والدنوّ ، أي جعلني سبباً ووسيلة لقرب المؤمنين؛ إذ حصل لهم بحبّه وولايته قرب منزلة عند ربّ العالمين.
(وحِياض موت على الجبّارين) .في كثير من النسخ: «حياض» بالحاء المهملة.
قال الفيروزآبادي: «الحوض معروف، الجمع: حياض وأحواض ، من حاضّ الماء : جمعه، وحَوضا : اتّخذه . وأنا اُحَوّض لك هذا الأمر، أي أدور حوله» . ۱ وقيل: هاهنا كناية عن المعارك لورود الموت ، وكثرة أسبابه فيها، ومنه سمّي الحوض حوضاً؛ لأنّ الماء يسيل إليه ، ويجتمع فيه .
وقرأه بعضهم «حيّاض» بتشديد الياء، وفسّر بالسيال .وفي نسخة بالخاء المعجمة ، من خاض الماء يَخوضه خَوضاً وخياضاً، أي دخله، ولعلّه أيضاً كناية عن الاشتغال بمحاربتهم ، وتهيئة أسباب موتهم وهلاكهم.قال الفيروزآبادي: «خاض الماء يخوضه خوضاً وخياضاً: دخله . والشراب: خلطه . والغمرات: اقتحمها، وبالسيف: حرّكه في المضروب» . ۲ وكلمة «على» للاستيلاء والاستعلاء.
والجبّار: المتكبّر العاتي الذي لا يرى لأحد حقّاً عليه.والعظيم: القوي والشجاع ، والقتال في غير حقّ، أي جعلني موتاً على الجبّارين.
ولعلّ إدراج لفظ الحياض للدلالة على سهولة ذلك.وقيل: المراد بالموت إمّا إزهاق النفس بالقتل، أو هلاكها بالمخالفة له عليه السلام ، والحمل على التقديرين للمبالغة . ۳

1.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۲۹ (حوض) مع التلخيص .

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۳۰ (خوض) .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۴۵ و۲۴۶ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 114886
صفحه از 630
پرینت  ارسال به