315
البضاعة المزجاة المجلد الأول

أثبت لي رسول اللّه صلى الله عليه و آله هو بالمعنى الذي أثبته اللّه لنفسه في قوله: «مَوْلاهُمُ الْحَقِّ» ، أي السيّد المطاع، والأولى بالنفس والمال.والثاني : أن يكون المراد إنزال الآية اللاحقة بأن يكون «مولاهم» مبتدأ، و«الحقّ» خبره، ويكون المراد بالمولى أمير المؤمنين عليه السلام ، كما ورد في بعض الأخبار في تفسيرها، ويكون في قراءة أهل البيت عليهم السلام «الْحَقُّ» بالرفع .ثمّ قال:
ويمكن توجيهه على القراءة المشهورة التي هي بالجرّ أيضاً بهذا المعنى ، بأن يكون «مولاهم» بدل اشتمال للجلالة ، والردّ إليه تعالى يكون على المجاز، والمعنى : الردّ إلى حججه للحساب، وقد شاع أنّ الملوك ينسبون إلى أنفسهم ما يرتكبه خدمهم، كما ورد في تفسير قوله تعالى: «إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ»۱ أنّهم عليهم السلام قالوا: «إلينا إياب الخلق، وعلينا حسابهم ۲ » انتهى. ۳ وفي القاموس: «الحقّ : من أسمائه تعالى، أو من صفاته، وضدّ الباطل». ۴
وقيل: هو الثابت الباقي. وقيل: هو بمعنى المحقّ. ۵ (فيّ مناقب لو ذكرتُها لعَظُم بها الارتفاع، وطال لها الاستماع) .
في القاموس: «المنقبة: المفخرة». ۶ وقال الجوهري: «المنقبة: ضدّ المثلبة». ۷ وقال: «المثالب: العيوب . الواحدة : مثلبة». ۸ أقول : الظاهر أنّ قوله: «مناقب» بالرفع على الابتدائيّة، وقوله: «فيّ» ـ بتشديد الياء ـ خبره.
ويمكن قرائتها بتخفيف الياء ۹ ، و«مناقب» بالجرّ، ويكون الظرف متعلّقاً بأوّل الكلام، أي قائلاً في محفله ما ذكر في جملة مناقب.ولعلّ المراد بقوله عليه السلام : «لعظم بها الارتفاع» ظهور عظمة ارتفاعه عليه السلام بذكر تلك المناقب.

1.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۲۱ (حقق) .

2.الغاشية (۸۸) : ۲۵ .

3.الكافي ، ج ۸ ، ص ۱۶۲ ، ح ۱۶۷ ؛ تفسير الفرات ، ص ۵۵۱ ، ح ۵۵۱ ؛ المناقب ، ج ۳ ، ص ۱۰۷ .

4.مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۶۰ و۶۱ .

5.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۶۱ .

6.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۳۴ (نقب) .

7.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۲۷ (نقب) .

8.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۹۴ (ثلب) .

9.كما ضبطه المحقّق الفيض رحمه الله في الوافي ، ج ۲۶ ، ص ۳۴ والعلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۶۰ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
314

على اُصول الشرائع وقوانين الاجتهاد. «وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي» : بالهداية والتوفيق،أو بإكمال الدين، أو بفتح مكّة وهدم منار الجاهليّة. «وَرَضِيتُ لَكُمُ الْاءِسْلَامَ دِيناً» من بين الأديان ، وهو الدين عند اللّه لا غير. ۱ انتهى كلامه .
ومعنى الآية بتفسير أهل البيت: اليوم أكملت لكم دينكم بولاية عليّ عليه السلام ، وأتممت عليكم نعمتي بإكمال الشرائع بإمامته، ورضيت لكم الإسلام ديناً بخلافته، كما أشار إليه بقوله: (فكانت وَلايتي كمال الدين) إلى قوله : (نَحَلَنيه) .قال الفيروزآبادي: «أنحله ماء: أعطاه، ومالاً : خصّه بشيء منه، كنحله فيهما». ۲
وقال: «منحه ، كمنعه وضربه: أعطاه». ۳ وهو قوله في سورة الأنعام: «حَتّى إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ * ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللّهِ» .
قال البيضاوي :إلى حكمه وجزائه. «مَوْلاهُمُ» الذي يتولّى أمرهم. «الْحَقِّ» : العدل الذي لا يحكم إلّا بالحقّ . وقرى ء بالنصب على المدح. «أَلا لَهُ الْحُكْمُ» يومئذ لا حكم لغيره فيه. «وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ»۴ يحاسب الخلائق في مقدار حلب شاة ، لا يشغله حساب عن حساب . ۵ إلى هاهنا كلام البيضاوي.
وقيل: هذه الاُمور وإن كانت للّه تعالى ظاهراً ، لكنّها له عليه السلام باطناً، وهو سبحانه يكلها عليه، ويفوّضها إليه، وإنّما نسبها إلى ذاته المقدّسة؛ لأنّه الآمر، ولأنّ حكمه عليه السلام حكم اللّه تعالى، وكثيراً ما ينسب ما لوليّه إلى ذاته، كما مرّ نظيره في آخر كتاب التوحيد . ۶ وقال بعض الأعلام:
قوله عليه السلام : (وأنزل اللّه تبارك وتعالى) إلى قوله: «وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ» يحتمل وجهين:الأوّل : أن يكون المراد إنزال الآية السابقة، فالمراد بقوله عليه السلام ، وهو قوله: إنّ المولى الذي

1.تفسير البيضاوي ، ج ۲ ، ص ۲۹۴ .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۵۵ (نحل) .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۵۱ (منح) .

4.الأنعام (۶) : ۶۱ و۶۲ .

5.تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۴۱۷.

6.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۵۲ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 114846
صفحه از 630
پرینت  ارسال به