321
البضاعة المزجاة المجلد الأول

بالكسر: النصيب من الماء الذي يرده الواردون وهو مورود. ۱
وقيل: الظاهر أنّ اللعن هنا مشتقّ من المبنيّ للمفعول على خلاف القياس ، كأعذر وأشهر وأعرف، أي يدخلون في قوم مورود عليهم هم أكثر الناس استحقاقاً للعن.قال: ويحتمل أن يكون مشتقّاً من المبنيّ للفاعل، أي القوم الذين هم يردون عليهم يلعنونهم أشدّ اللعن . ۲ (يتصارخان باللعنة) .
أي لعنة كلّ واحد منهما صاحبه. والصُّراخ ، كغراب: الصوت، أو شديده.(ويتناعقان بالحسرة) على ما فرّطا في جنب اللّه، وقصّرا في حقوقه.
قال الفيروزآبادي : «نعق بغنمه ـ كمنع وضرب ـ نَعقاً ونَعيقاً: صاح بها، وزجرها، والغُراب : صاح» ۳ . وقد شاع في العرف تشبيه الصوت الذي يصدر عند الشدّة والبليّة بصوت البهائم .(ما لهما من راحة) من شدّة العقوبة.
(ولا عن عذابهما من مَندوحة) أي سَعَة وفسحة من النجاة عن العذاب.قال الجوهري : «النُّدح بالضمّ: الأرض الواسعة، والمنتدح : المكان الواسع . ولي عن هذا الأمر مندوحة ومنتدح، أي سعة، يقال: إنّ في المعاريض لمندوحة عن الكذب» . ۴ وقوله عليه السلام : (إنّ القوم لم يزالوا عُبّاد أصنام ... ) إشارة إلى مسبوغ نعم اللّه عليهم وكفرانهم ؛ فإنّهم كانوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه و آله في الشرك وآثار الجاهليّة، فأخرجهم برحمته منها ، وهداهم إلى الإسلام، وأظهرهم على أهل الأديان، ثمّ ارتدّوا على أدبارهم، ونكصوا على أعقابهم، ورجعوا إلى الجاهليّة الأولى، فبدّلوا نعمة اللّه كفراً، وأحلّوا قومهم دار البوار ، جهنّم يصلونها وبئس القرار.(وسَدَنة أوثان) أي خدمها ، جمع سادن، وهو خادم الكعبة وبيت الأصنام.
قال الجوهري: «الصنم : واحد الأصنام . يقال: إنّه معرّب شمن ، وهو الوثن» . ۵ وقال:

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۶۲ .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۵۵ .

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۸۶ (نعق) .

4.الصحاح ، ج ۱ . ص ۴۰۹ (ندح) .

5.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۹۶۹ (صنم) .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
320

قيل: وأمّا الغُرور ـ بالضمّ ـ وهي الأباطيل ، جمع غارّ، فيأباه تذكير المنقطع . ۱ أقول : يمكن على هذا الاحتمال حمل التذكير على اعتبار اللفظ.
(وكانا منه على شَفا حُفرة من النار) .الشفا : حَرْف كلّ شيء، أي طرفه وشفيره وحدّه، وأشفى عليه: أشرف . وكلمة «من» للابتداء، أو للتعليل، أو بمعنى عند، أي وكانا من الرتع في الحطام، والغرور المقتضي لتركهما دين الحقّ وارتكاب غصب الخلافة على طرف حفرة من نار جهنّم لم يكن حاجز من إدراك ألمها ، والسقوط فيها إلّا الموت.(لهما على شرّ ورود) .
اللام لجواب القسم المقدّر، وكونها زائدة بعيد ۲ ، أي الأشقيان مشرفان على شرّ إتيان ووصول على اللّه يوم القيامة ، وعلى أقبح الوجوه والأحوال.(في أخيب وُفود) .
قال الجوهري: «خاب الرجل خيبة، إذا لم ينل ما طلب». ۳
والوُفود ـ بالضمّ ـ مصدر بمعنى القدوم والورود، أو جمع وافد، وهم قوم يجتمعون ويردون البلاد، أو يقصدون السلاطين والاُمراء للزيارة، أو الاسترفاد. ۴ (وألعن مَورود) .
قال الجوهري: «اللعن: الطرد ، والإبعاد من الخير . واللعنة الاسم، الجمع: لعان ولَعَنات ، والرجل لعين وملعون، والمرأة لعين أيضاً، واللعين: الممسوخ». ۵ أي ذانك الأشقيان في أبعد موضع من الخير يردان عليه ، وهو نار جهنّم.
وقيل: أو صديدها نزلهما منزلة الماء على سبيل التهكّم؛ لأنّ الماء يراد لتبريد وتسكين العطش والنار، وصديدها بالضدّ. يقال: ورد الماء يرده وُروداً ، إذا حضره ليشرب، والوِرد ،

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۵۴ .

2.الأوّل مال إليه العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۶۲ ، والثاني مختار المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۵۵ .

3.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۲۳ (خيب) .

4.قال العلّامة المجلسي رحمه الله : «المراد هنا الثاني» .

5.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۱۹۶ (لعن) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 114821
صفحه از 630
پرینت  ارسال به