325
البضاعة المزجاة المجلد الأول

(جائرين ۱ عن الرشاد) .
بالجيم ، والراء المهملة، أي مائلين عن قصد الطريق ومنهج الحقّ، والصواب من الجور وهو الميل عن القصد .
وفي بعض النسخ : «جائزين» بالجيم والزاي المعجمة، أي سالكين طريقاً حال كونهم معرضين عن الرشاد، أو متجاوزين عنه، يقال: جُزت الموضع جوازاً، أي سلكت وسرت فيه.
وفي بعضها: «حائرين» بالحاء والراء المهملتين ، من الحيرة بالشيء وعدم الاهتداء بسبيله، أو من الحَور بمعنى الرجوع.
(ومُهطعين إلى البِعاد) .
قال الجوهري: «أهطع في عَدوه، أي أسرع، وأهطع ، إذا مدّ عنقه، وصوّب رأسه» . ۲
وقال: «البُعد: ضدّ القرب، والبَعَد بالتحريك: الهلاك، والأبعد: الخائن» . ۳
وقال الفيروزآبادي: «المُهطع ، كمحسن: الساكت المنطق إلى من هتف به» . ۴
وقال: «البعد معروف، والموت، والبعد والبعاد: اللعن» . ۵
ويمكن إرادة كلّ من تلك المعاني هاهنا، أي مسرعين أو منطلقين إلى البعاد عن رحمة اللّه، أو عن الخير، أو عن سبيل الحقّ، أو إلى الهلاك، أو إلى اللعن، أو إلى الخيانة ؛ لجهلهم بربّهم ونبيّهم ومراشد اُمورهم .
(قد استحوذ عليهم الشيطان) أي استولى عليهم وغلبهم .
قال الجوهري:
استحوذ عليهم الشيطان: غلب، وهذا جاء بالواو على أصله، كما جاء استروح واستصوب . وقال أبو زيد: هذا الباب كلّه يجوز أن يتكلّم به على الأصل، تقول العرب: استصاب واستصوب، واستجاب واستجوب، وهو قياس مطّرد عندهم . ۶
(وغَمَرتهم سَوداء الجاهليّة) .
يقال: غمره الماء ـ كنصر ـ إذا أعلاه وغطّاه.

1.في كلتا الطبعتين والمتن الذي نقله الشارح رحمه الله سابقا : «حائرين» .

2.الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۳۰۷ (هطع) مع اختلاف يسير .

3.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۴۸ (بعد) .

4.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۹۹ (هطع) .

5.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۷۸ (بعد) .

6.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۶۳ (حوذ) .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
324

قيل ۱ : المراد بالاستقسام هو الميسر والقمار المعروف بينهم ، كانوا يستقسمون الجَزور بالأقداح العشرة على الأنصباء المعلومة ، والسهام العشرة على الترتيب الذي نظمه بعض الشعراء قال:

«الفَذّ والتَّوأم والرقيب والنافس والمُسبُلوالحِلس والمُعلى والسَفيح والمنيج والوَغد»
والثلاثة الأخيرة لا نصيب لها، وكانت على مخرجها قيمة الجزور، ولكلّ واحد من السبعة السابقة نصيب بتزائد واحد على السابق، فالفَذّ له سهم، والتوام له سهمان، وهكذا حتّى كان للمعلى النصيب الأعلى، فمن أخرج واحداً منها أخذ نصيبه.
وجعل الجوهري والفيروزآبادي الحِلس رابعاً، والنافس خامساً، والمُسبُل سادساً ، أو خامساً . ۲
(عامهين عن اللّه عزّ ذكره) .
في القاموس:
العَمَه محرّكة: التردّد في الضلال، والتحيّر في منازعة أو طريق، أو أن لا يعرف الحجّة . عمه ـ كمنع وفرح ـ عَمَهاً فهو عمه وعامه، الجمع: عُمهون ، وعُمّه كركّع . ۳
وفي النهاية: «العَمَه في البصيرة كالعمى في البصر» . ۴ فكما أنّ الأعمى لا يهتدي إلى مقاصده المحسوسة بالبصر لعدمه ، كذلك فاقد البصيرة لا يهتدي إلى مقاصده المعقولة ؛ لاختلال بصيرته.

1.في النسخة : «يعني قيل» .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۵۷ . وراجع للمزيد : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۷۲۴ ؛ لسان العرب ، ج۱۱ ، ص ۳۲۲ (سبل) ؛ تفسير مجمع البيان ، ج ۳ ، ص ۱۵۸ .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۸۸ (عمه) .

4.النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۰۴ (عمه) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 114807
صفحه از 630
پرینت  ارسال به