331
البضاعة المزجاة المجلد الأول

وقيل: هذا ناظر إلى العزّ. ۱
(وجمع بعد كَوف) ۲ أي تفرّق وتقطّع.
قال الفيروزآبادي : «ظلّوا في كوفان : في عصف ، كعصف الريح ، أو اختلاط وشرّ ، أو مكروه ، أو أمر شديد، وكوّفت الأديم: قطّعته». ۳
وقال الجوهري : «تركهم في كوفان ، أي في أمر مستدير، ويقال في عَناء ومشقّة ودوران» . ۴
وفي بعض النسخ: «حوب» بدل «كوف». وفي القاموس: «الحوب: الحزن والوحشة». ۵
وقيل: هذه الفقرة ناظر إلى الكثرة. ۶
(وأضاءت بنا مفاخر مَعَدّ بن عَدنان) أي ظهر بنا افتخار العرب وتمدّحها ۷ بالخصال.
والمفاخر جمع مفخرة، وهي ما يفتخر به، أو جمع فخر على غير قياس.
وقال الجوهري في فصل العين والدال: «معدّ أبو العرب، وهو معدّ بن عدنان، وكان سيبويه يقول: الميم من من نفس الكلمة لقولهم تَمَعْدَد ، لقلّة تَمَفعل في الكلام» انتهى. ۸
وقد كانت له مفاخر كثيرة، وقيل: كان بينهم إلى عدنان عشرون بطناً، وقد روي عن النبي صلى الله عليه و آله : «إنّ اللّه اصطفى من العرب معدّاً، واصطفى من معدّ بني النضر بن كنانة، واصطفى هاشماً من بني النضر، واصطفاني من بني هاشم» . ۹
وفي رواية اُخرى: «إنّ اللّه اصطفى بني كنانة من بني إسماعيل، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من بني قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» . ۱۰

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۶۰ .

2.في الحاشية عن بعض النسخ: «حوب»، كما ضبطه المحقّق الفيض رحمه الله في الوافي ، ج ۲۶ ، ص ۳۴ .

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۹۳ (كوف) .

4.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۲۵ (كوف) .

5.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۵۸ (حوب) .

6.كذا قرأناه . وقال ابن منظور : «تمدّح الرجل بما ليس عنده : تشبّع وافتخر» . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۹۰ (مدح) .

7.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۰۶ (عدد) .

8.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۱، ص ۲۶۰ . ولاحظ الخبر في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج ۷، ص۶۳ .

9.رواه السمعاني في الأنساب ، ج ۱ ، ص ۲۶ ، ح ۲۵ عن أبي البركات عبد الوهّاب الأنماطي ، عن أبي الفضل حمد بن أحمد الحدّاد ، عن أبي نعيم ، عن سليمان بن أحمد ، عن أحمد بن عبد الوهّاب ، عن أبي المغيرة ، عن الأوزاعي ، عن شدّاد ، عن واثلة بن الأسقع ، عن الرسول صلى الله عليه و آله .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
330

فإنّهم كانوا على مذاهب مختلفة ، وآراء متشتّتة ، ومنازل متباعدة ، حتّى لا يقدر كلّ صنف منهم أن يبيت في بيته ومنزله خوفاً. ۱
(وهابتهم القلوب والأبصار) ؛ لما اُعطي النبيّ المختار من الرعب في قلوب الكفّار في الأمصار والأقطار .
(وأذعنت لهم الجَبابرة وطوائفها) . في بعض النسخ: «طواغيتها».
قال الفيروزآبادي: «أذغن [له] : خضع ، وذلّ ، وأقرّ ، وأسرع في الطاعة ، وانقاد». ۲
وقال: «الجبّار: كلّ عات ، كجبّير ، كسكّيت» . ۳
أقول : كان الجبابرة جمع جبّير.
وقال: «الطائفة من الشيء: القطعة منه، أو الواحد فصاعداً، أو إلى الألف، أو أقلّها رجلان أو رجل، فيكون بمعنى النفس». ۴
ولعلّ المراد بالجبابرة الملوك، وبطوائفها رعاياها وأهل مملكتها.
وقيل: الظاهر أنّ إضافة الطوائف أو الطواغيت إلى ضمير الجبابرة بتقدير اللام، وأنّ المراد بهم الولاة المنصوبة من قبل الجبابرة. ۵
(وصاروا أهلَ نعمة مذكورة) فيما بين الناس على جهة التعظيم ، من الذكر بمعنى الثناء والشرف .
قيل : هذا ناظر إلى الإذعان والانقياد. ۶
(وكرامة مَيسورة) أي حصّلت لهم باليسر.
في القاموس: «الميسور: ما يسّر، أو هو مصدر على مفعول» . ۷
وفي بعض النسخ: «وكرامة منشورة»، أي المنتثرة الشايعة في الآفاق. وقيل: هذا ناظر إلى الهيبة. ۸
(وأمن بعد خوف) من الأعداء.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۶۰ .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۲۵ (جبر) .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۸۴ (جبر) .

4.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۷۰ (طوف) .

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه : ج ۱۱ ، ص ۲۶۰ .

6.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۶۳ (يسر) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 114773
صفحه از 630
پرینت  ارسال به