333
البضاعة المزجاة المجلد الأول

مجاز، والآثار مفعوله، ولو كان الإبداء بمعنى الظهور أو الابتداء كانت الآثار فاعله، والأيّام ظرفاً له ۱ ، فتأمّل.
(من حام مُجاهد) بيان للصالحين، وإشارة إلى بعض أنواع صلاحهم.
قال الجوهري: «حميته حِماية، أي دفعت» . ۲ ولعلّ المراد بالحامي المجاهد من يَحمي الدين بالجهاد.
وقيل: هو الحامي لنفسه وأصحابه من لحوق العار والضرر والإيذاء، مجاهد في دين الحقّ مع المعاندين والأعداء. ۳
(ومُصَلّ قانت ، ومعتكف زاهد) .
قال الجوهري:
القنوت: الطاعة، هذا هو الأصل، ومنه قوله تعالى: «وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ»۴ ، وسمّي القيام في الصلاة قنوتاً، وفي الحديث: «أفضل الصلاة طول القنوت» ۵ ، ومنه قنوت الوتر . ۶
وقال: «عكفه، أي حبسه ووقفه، ومنه الاعتكاف في المسجد، وهو الاحتباس، وعكف على الشيء، أي أقبل عليه مواظباً». ۷
وقال الفيروزآبادي:
القنوت: الطاعة ، والسكوت ، والدعاء ، والقيام إلى الصلاة ، والإمساك عن الكلام، وأقنت : دعا على عدوّه، وأطال القيام في صلاته ، وأداء الحجّ، وأطال الغَزو ، وتواضع للّه تعالى . ۸
وقال: «زهد فيه ـ كمنع وسمع وكرم ـ ضدّ رغب ، زهداً وزَهادة (أو الزهادة في الدنيا والزهد في الدين) وكمنعه : حرزه ، وخرصه» . ۹

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ . ص ۲۶۰ و۲۶۱ .

2.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۱۹ (حمي) مع اختلاف يسير .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۶۱ .

4.الأحزاب (۳۳) : ۳۵ .

5.راجع : الخصال ، ج ۲ ، ص ۵۲۳ ، ح ۱۳ ؛ معاني الأخبار ، ص ۳۳۲ ، ح ۱ ؛ عوالي اللئالي ، ج ۱ ، ص ۹۰ ، ح ۲۶ .

6.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۶۱ (قنت) .

7.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۰۶ (عكف) مع التلخيص .

8.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۵۵ (قنت) .

9.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۹۸ (زهد) مع التلخيص واختلاف يسير .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
332

(وأولجناهم بابَ الهدى) أي أدخلناهم فيه؛ إذ بهم خرج الناس من الكفر والحيرة والضلالة، ودخلوا باب الهداية.
(وأدخلناهم دار السلام) .
قال الجوهري: «السلام: السلامة، والاستسلام، واسم من أسماء اللّه تعالى» ۱ ؛ أي أدخلناهم دار الإسلام ، أو بيت السلامة والأمن في دار الدنيا، أو المراد بها الجنّة، أي أدخلناه فيما يوجب دخولها.
(وأشملناهم ثوب الإيمان) .
في القاموس: «الشملة بالفتح، كساء دون القطيفة يشتمل به، وأشمله: أعطاها إيّاه» . ۲
أي ألبسناهم وأعطيناهم خلعة الإيمان.
وقيل: التركيب من باب لجين الماء، والوجه هو الإحاطة والشمول والزينة. ۳
(وفَلَجوا بنا في العالمين) .
قيل: أي غلبوا وظفروا، أو ظهروا ؛ لأنّهم كانوا في خمول الذكر وظلمة الكفر، وبهدايتهم عليهم السلام خرجوا إلى نور الإسلام، واشتهروا وظهروا في الناس. ۴
أقول: في كون الفلج بمعنى الظهور خفاء. قال الجوهري: «الفَلج: الظفر والفوز، وقد فلج الرجل على خصمه، يفلج فَلَجاً». ۵
ومثله في القاموس. ۶
(وأبدت لهم أيّام الرسول آثار الصالحين) .
في بعض النسخ: «وأثبت لهم».
قال الجوهري: «أبديته، أي أظهرته» . ۷ وقيل: الإبداء: الإظهار . و«الأيّام» فاعله، والإسناد

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۶۰ .

2.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۹۵۱ (سلم) مع التلخيص .

3.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۷۳۹ (شمل) مع التخليص .

4.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۳۵ (فلج) .

5.اُنظر : القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۰۳ (فلج) .

6.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۷۸ (بدا) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 114765
صفحه از 630
پرینت  ارسال به