335
البضاعة المزجاة المجلد الأول

(إلّا كلمحة من خَفْقَة) . ۱
قال الجوهري: «لمحه وألمحه ، إذا أبصره بنظر خفيف، ولمح البرق والنجم لمحا ، أي لمع . تقول: رأيت لمحة البرق». ۲
وقال:
خفقت الراية تخفِق ويخفُق خَفقاً وخَفَقاناً، وكذلك القلب والسراب إذا اضطربا، يقال: خفق البرق خَفقاً ، وخفقت الريح خفقاناً ، وهو حفيفها ، أي دَويّ جَريها ، وخفق الرجل، أي حرّك رأسه وهو ناعس. وفي الحديث: كانت رؤوسهم تخفق خَفقة أو خفقتين. انتهى. ۳
وملخّص كلامه عليه السلام المبالغة في سرعة ارتدادهم عن الدين بعد وفاة رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
(أو وَميض من بَرقة) أي لمعانها وهذا أيضاً كناية عن قلّة الزمان.
قال الفيروزآبادي: «ومض البرقُ يَمض وَمضاً ووَميضاً ووَمَضاناً: لمع خفيفاً، ولم يعترض في نواحي الغَيم، وأومضت المرأة: سارقت النظر، وفلان : أشار إشارة خفيفة». ۴
(إلى أن رجعوا على الأعقاب) . ۵
جمع العَقِب ككتف، وهو مؤخّر القوم، والرجوع عليها كناية عن الارتداد من الدين.
(وانتكصوا على الأدبار) .
في القاموس: «نكص على عقبيه: رجع عمّا كان عليه من خير ، خاصّ بالرجوع عن الخير، ووهم الجوهري في إطلاقه ، [أو] في الشرّ نادر» . ۶

1.في الحاشية: «الخفقة : تحريك الناعس رأسه . والتاء للوحدة ، والتنكير للتقليل ، واللمحة زمان رؤية واحدة ، وكثيرا ما يعبّر بها عن الزمان القليل جدّا ، ولذلك فسّرها بمقدار زمان النعاس القليل ، وفيه إشارة إلى الغفلة. صالح». شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۶۱ .

2.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۴۰۲ (لمح) .

3.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۶۹ (خفق) .

4.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۴۸ (ومض) .

5.في الحاشية: «أي فضلوا عن طريق الصواب والرشاد ، وسلكوا طريق الغيّ والفساد، وعدلوا بالخلافة عنه وعن أهل بيته عليهم السلام إلى خلافة أبي الفضيل ، وقد صحّ من طرق العامّة والخاصّة أنّهم لم يشتغلوا بعد رجوعه صلى الله عليه و آله إلى الحقّ بدفنه ، واشتغلوا بنصب الخليفة، وعلّلوا ذلك بأنّه لا يجوز بقاء الاُمّة بعده بلا إمام طرفة عين، ولم يعلموا لجهلهم أنّه يلزمهم ذلك لبقاء الاُمّة عندهم بلا إمام أكثر منها ، ويلزمهم أن يكونوا أعلم من رسول اللّه صلى الله عليه و آله . صالح». شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص۲۶۱ و۲۶۲ .

6.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۲۰ (نكص) .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
334

(يُظهرون الأمانة) .
في القاموس:
الأمانة : ضدّ الخيانة. «وَإِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ»۱ ، أي الفرائض المفروضة، أو النيّة التي يعتقدها فيما يظهره باللسان من الإيمان ، وتأدية جميع الفرائض في الظاهر؛ لأنّ اللّه تعالى ائتمنه عليها، ولم يظهرها لأحد من خلقه، فمن أضمر من التوحيد مثل ما أظهره فقد أدّى الأمانة. انتهى . ۲
وعرّف بعضهم الأمانة بأنّها حفظ حقوق الخالق والمخلوق.
وقيل: فيه إيماء إلى أنّهم لم يكونوا مستقرّين فيها ، ولا موصوفين بها في نفس الأمر . ۳ وعندي في الإيماء نظر.
(ويأتون المثابة) .
قال الجوهري :
المثابة: الموضع الذي يثاب إليه ، أي يرجع إليه مرّة بعد اُخرى، ومنه قوله تعالى: «وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ» . ۴
وإنّما قيل للمنزل مثابة؛ لأنّ أهله يتصرّفون في اُمورهم، ثمّ يثوبون إليه . ۵
وقال البيضاوي في تفسير قوله تعالى: «وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ» : «أي مرجعاً يثوب إليه أعيان الزوّار وأمثالهم، أو موضع ثواب يثابون بحجّه واعتماره» . ۶
وقيل: لعلّ المراد بها هنا بيت الرسول أو بيت اللّه الحرام . ويمكن أن يراد بها ما يورث الثواب من الأعمال الصالحة . ۷
(حتّى إذا دعا اللّه ـ عزّ وجلّ ـ نبيّه صلى الله عليه و آله ، ورفعه إليه ، لم يك ذلك) .
الظاهر أنّه إشارة إلى ما ذكر من استقامة أحوالهم بحسب الظاهر بعده، أي بعد الرسول، أو بعد رفعه.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۶۱ .

2.الأحزاب (۳۳) : ۷۲ .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۹۷ (أمن) .

4.البقرة (۲) : ۱۲۵ .

5.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۹۵ (ثوب) .

6.تفسير البيضاوي ، ج ۱ ، ص ۳۹۸ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 114752
صفحه از 630
پرینت  ارسال به