337
البضاعة المزجاة المجلد الأول

سدّوا باب بيت الرسول، وكأنّه كناية عن منع الناس من الإتيان إلى باب علمه ورجوعهم إلى أهل بيته.
(وفَلّوا الدار) .
الفلّ بالفاء وشدّ اللام: الكسر والثَّلم .
ولعلّ فلّ الدار إشارة إلى ما فعل قُنفذ بأمر الثاني ، ويجيء هذه القصّة في موضعها إن شاء اللّه .
أو كناية عن السعي في تزلزل بنيان أهل البيت عليهم السلام ، والكدّ في خذلانهم .
أو المراد بالدار دار الإسلام والشريعة، وفلّها كناية عن هدم قوانينها ، والغلبة على أهلها قهراً أو عنوة.
وفي بعض النسخ: «قَلوا» ، بالقاف وتخفيف اللام ، وهو البغض، أي أبغضوا أهل الدار ونفسها على احتمال.
(وغيّروا آثار الرسول ۱ صلى الله عليه و آله ) .
الأثر بالتحريك: بقيّة الشيء، والخبر . الجمع: آثار واُثور. والمراد هنا سنن الرسول وقوانينه الشرعيّة.
(ورغبوا عن أحكامه) من الحلال والحرام وغيرهما من الأحكام الشرعيّة، وأصل الحكم : القضاء والحكومة .
وقيل في توجيه رغبتهم عنها : إنّ بناء تصرّفاتهم في أمر الدين على القياسات والاجتهادات والاستنباطات المخالفة لمناط الأحكام الشرعيّة، وقد كان المعروف من الأحكام عندهم ما عرفوه بآرائهم وإن كان منكراً في الشريعة، والمنكر منها عندهم ما أنكره طبائعهم وإن كان معروفاً فيها. ۲
(وبَعُدوا عن ۳ أنواره) .
لعلّ المراد بها الأئمّة المعصومين المتشعّبين من نوره، أو العلوم الدينيّة والأسرار

1.في الحاشية عن بعض النسخ: «من».

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۶۲ .

3.في كلتا الطبعتين والمتن الذي نقله الشارح رحمه الله سابقا : «رسول اللّه » .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
336

وفيه: «الدبر بالضمّ وبضمّتين: نقيض القبل، ومن كلّ شيء: عقبه ومؤخّره». ۱
وفي النهاية: «النكوص: الرجوع إلى وراء، وهو القهقرى». ۲
وقيل: فيه تنبيه على أنّ رجوعهم عن الدين على هذا الوجه تموية وتدليس منهم؛ إذ لو أدبروا عنه بالكلّيّة، وتركوه من جميع الوجوه لم يحصل ما هو مطلوب لهم من الرئاسة . ۳
(وطلبوا بالأوتار) جمع وَتر ـ بالفتح ـ بمعنى النقص والحِقد، أي طلبوا تدارك ما نقص منهم بسبب الإسلام من سنن الجاهليّة وآثارها ، وإظهار الحقد الذي كان في قلوبهم بالانتقام من أهل الإسلام سيّما أمير المؤمنين عليه السلام .
أو جمع وِتر بالكسر، وهي ۴ الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي، ومنه الموتور، وهو الذي قتل له قتيل، ولم يدرك بدمه.
وقيل: كأنّه إشارة إلى سبب انحرافهم منه عليه السلام ، وهو أنّه جنى من كلّ قوم من العرب جنايات ، وقتل منهم جماعات في الحروب، فصار ذلك سبباً لميلهم عنه، أو إشارة إلى ما وقع بينه وبين معاوية وأصحاب الجمل وأهل النهروان ؛ فإنّ كلّهم نسبوا الجناية إليه من قتل عثمان وغيره ممّا لم يفعله، فيكون حينئذ إخباراً بالغيب؛ لأنّه أخبر بما سيقع، وقد وقع، والإتيان بالماضي للدلالة على تحقّق وقوعه . ۵
(وأظهروا الكتائب) جمع كتيبة، وهي الجيش أو الجماعة المستحيزة من الخيل ، أو جماعة الخيل إذا أغارت من المائة إلى الألف .
وقيل: هي القطعة العظيمة من الجيش. ۶
ولعلّ المراد أنّهم هيّؤوا الجيوش لمحاربته عليه السلام على الاحتمالين السابقين.
(ورَدَموا الباب) .
في القاموس: «ردم الباب والثلمة يردمه : سدّه كلّه أو ثلثه، أو هو أكثر من السدّ» . ۷ أي

1.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۶ (دبر) .

2.النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۱۶ (نكص) .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۶۲ .

4.في النسخة : «وهو» .

5.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۱۹ (ردم) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 114749
صفحه از 630
پرینت  ارسال به