339
البضاعة المزجاة المجلد الأول

وفي نسخة اُخرى: «من مهاجر الأنصاري».
قيل: فالمهاجر إمّا بصيغة اسم الفاعل، أي المهاجر الداخل في الأنصار، أو مصدر بصيغة اسم المفعول في الموضعين، أي مهاجرة من هو داخل في الأنصار.
وقال صاحب النهاية: «الربّاني : منسوب إلى الربّ ، بزيادة الألف والنون للمبالغة» . ۱
وقيل: هو من الربّ بمعنى التربية ، كانوا يربّون المتعلّمون بصغار العلوم قبل كبارها، والربّاني : العالم الراسخ في العلم والدين ، والذي يطلب بعلمه وجه اللّه تعالى، وقيل: العالم الفاضل المعلّم . ۲
(ناموس هاشم بن عبد مَناف) .
في النهاية: «الناموس: صاحب سرّ الملك . وقيل: الناموس: صاحب سرّ الخير، والجاسوس: صاحب سرّ الشرّ». ۳
وفي القاموس: «الناموس: صاحب السرّ ، المطّلع على باطن أمرك، أو صاحب سرّ الخير ، وجبرئيل ، والحاذق ، ومن يلطف مدخله» . ۴
(ألا وإنّ أوّل شهادة زور) أي كذب وافتراء.
(وقعت في الإسلام شهادتهم أنّ صاحبهم)؛ يعني فلان .
(مُستخلَف رسول اللّه صلى الله عليه و آله ) .
يقال: استخلف فلاناً، أي جعله خليفته.
قال بعض الأفاضل الأعلام: «لم أر دعواهم النصّ على فلان في غير هذا الخبر، وهو غريب». ۵
أقول : لعلّ المراد بالاستخلاف هنا كونه مستحقّاً للخلافة بمعنى الإمارة والحكومة والسلطنة، وإضافة «مستخلف» إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله بأدنى ملابسة.
قال الفيروزآبادي: «الخليفة: السلطان الأعظم» . ۶

1.النهاية ، ج ۲ ، ص ۱۸۱ (ربب) .

2.راجع : شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۶۳ .

3.النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۱۹ (نمس) .

4.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۵۶ (نمس) .

5.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۶۷ .

6.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۳۸ (خلف) .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
338

القرآنيّة، وبالجملة رجعوا عن تلك الأنوار إلى ظلمات جهالتهم وضلالتهم التي كانوا عليها.
(واستبدَلوا بمستخلَفه بَديلاً) .
قال الجوهري: «البَديل: البدل، وبدل الشيء: غيره». ۱
وفي القاموس: «بدل الشيء ، محرّكة: الخلف منه». ۲
(اتّخذوه) أي البديل .
وقيل: فيه إيماء إلى أنّ منشأ الاستبدال إنّما هو أهوائهم من غير أن يكون له أصل صحيح، أو سند صريح. ۳
(وكانوا ظالمين) في هذا الاستبدال ، واضعين الأشياء في غير مواضعها، وفيه إيماء لطيف إلى أنّهم عبدوا العجل، كما لا يخفى .
(وزعموا أنّ من اختاروا من آل أبي قحافة) .
قال الفيروزآبادي: «آل الرجل: أهله وأتباعه وأولياؤه». ۴
وقال: «أبو قحافة ، بفتح القاف وتخفيف الحاء : عثمان بن عامر ، والد الصدّيق» . ۵
(أولى بمقام رسول اللّه صلى الله عليه و آله ممّن اختاره الرسول ۶ صلى الله عليه و آله لمقامه) .
قال الجوهري: «فلان أولى بكذا، أي أحرى وأجدر، ويقال: هو الأولى ، وهم الأوالي والأولون ، مثال الأعلى والأعالي والأعلون». ۷
(وأنّ مهاجر آل أبي قُحافة خير من مهاجري الأنصار الربّاني) .
في بعض النسخ: «من المهاجري الأنصاري».
والياء في الأوّل الجمع، وفي الأخيرين للنسبة والجمع ، إن كان علماً كالأنصار لا يردّ في النسبة إلى الواحد، وأراد عليه السلام بالمفضّل عليه في الموضعين نفسه المقدّسة.
ومعنى كونه عليه السلام من مهاجري الأنصار أنّه داخل في طائفة المهاجرين ؛ لهجرته معها، وفي طائفة الأنصار ؛ لنصرة رسول اللّه صلى الله عليه و آله معهم.

1.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۲۲ (بدل) .

2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۳۳ (بدل) .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۶۳ .

4.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۳۱ (آل) .

5.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۸۳ (قحف) .

6.في الطبعة القديمة والمتن الذي نقله الشارح رحمه الله سابقا : «رسول اللّه » .

7.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۵۳۱ (ولي) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 114689
صفحه از 630
پرینت  ارسال به