343
البضاعة المزجاة المجلد الأول

وقوله: (فقد أمهل اللّه ... ) قائم مقام الجزاء المحذوف بقرينة المقام، والتقدير: فليعلموا أنّ اللّه تعالى لم يقصم الجبّارين إلّا بعد إمهال ورخاء.
(شَدّاد بن عاد وثَمود بن عَبوّد) .
قال الجوهري: «عاد: قبيلة ، وهم قوم هود عليه السلام ». ۱
وقال: «ثمود: قبيلة من العرب الأوّلي، وهم قوم صالح عليه السلام ، يصرف ولا يصرف». ۲
وفي القاموس: «عَبّود كتنّور: رجل نوّام ، نام في محتطبه سنين» . ۳ وصحّحه الشيخ محمّد رحمه الله أيضاً بفتح العين وشدّ الباء .
وفي نسخة بالنون المخفّفة، وكأنّه تصحيف.
وقال البيضاوي:
ثمود: قبيلة من العرب سمّوا بأسماء أبيهم الأكبر ثمود بن عامر بن إرم بن سام، وقيل: سمّوا به لقلّة مائهم، من الثَمْد وهو الماء القليل، وكانت مساكنهم بين الحجاز والشام إلى وادي القرى . ۴
(وبَلعم بن بحور) . ۵
في بعض النسخ: «بلعم بن باعور». وفي غير نسخ هذا الكتاب: «باعورا». ونقل في مجمع البيان عن أبي حمزة الثمالي أنّ بلعم بن باعور كان رجلاً على دين موسى، وكان في المدينة التي قصدها، وكانوا كفّاراً، وكان عنده اسم اللّه الأعظم، وكان إذا دعا به أجابه. ۶
وقيل: هو بلعم بن باعور من بني هاب بن لوط.
وقال البيضاوي: «روي أنّ قومه سألوه أن يدعو على موسى ومن معه، فقال: كيف أدعو على من معه الملائكة؟! فألحّوا عليه حتّى دعا عليهم، فبقوا في التيه» . ۷
قال الفيروزآبادي: «بلعم كجعفر: الأكول الشديد البَلع، ورجل معروف، أو هو بَلعام» ۸ انتهى.

1.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۱۵ (عود) .

2.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۵۱ (ثمد) .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۱۱ (عبد) .

4.تفسير البيضاوي ، ج ۳ ، ص ۳۵ (مع التلخيص واختلاف يسير) .

5.في كلتا الطبعتين والمتن الذي نقله الشارح رحمه الله سابقا : «باعور» .

6.راجع : تفسير مجمع البيان ، ج ۳ ، ص ۳۱۱ .

7.تفسير البيضاوي ، ج ۳ ، ص ۷۳ .

8.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۸۱ (بلعم) .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
342

أجّله، وأمهله: أنظره» . ۱
(وشِفاء من الأجل) .
الشِّفاء ـ بالكسر والمدّ ـ خلاف المرض والدواء، وبالفتح والقصر: القليل .
قال الجوهري: «ما بقي منه إلّا شفا ، أي قليل» ۲ . ولعلّ الثاني أنسب هنا .
والأجل ، محرّكة: غاية الوقت في الموت ومدّة الشيء .
وقيل: لعلّ المراد أنّهم في صحّة الأجسام والأبدان من تمام العمر ، على أن يكون الشفاء بالكسر والمدّ . أو في طرف من غايته ، على أن يكون الشفاء بالفتح والقصر، ولكن رسم الخطّ يابأه . أو في شقاوة منه على أن يكون «شَقاء» بالقاف المفتوحة والمدّ ، كما في بعض النسخ.
(وسعة من المنقَلب) بكسر اللام عبارة عن متاع الدنيا ونعيمها ؛ لأنّه ينقلب على أهلها، ويتبدّل ويزول . أو بفتحها على أن يكون مصدراً، أو اسم مكان، أي من تحوّل أهل الدنيا وانقلابهم فيها، أو من الدنيا وأحوالها وأوضاعها.
وقيل: أي من الانقلاب والرجوع إلى اللّه تعالى بالموت. ۳
(واستدراج من الغُرور) .
هو بالفتح : الدنيا ومتاعها، وبالضمّ : مصدر بمعنى الإغفال والخديعة والإطماع في الباطل . أو جمع غار وهي الأباطيل .
واستدرجه ، أي خدعه وأدناه، واستدراج اللّه تعالى العبد أنّه كلّما جدّد خطيئة جدّد له نعمة، وأنساه الاستغفار، وأن يأخذه قليلاً قليلاً ، ولا يباغته .
(وسكون من الحال) .
أي ما كانوا عليه من الأمن والصحّة ورفاه الخاطر وسعة العيش وكثرة الأنصار والأعوان والأسباب، وسكونها استقرارها لهم ، وعدم تغيّرها عنهم ، وتمتّعهم إلى حين.
(وإدراك من الأمل) أي ما يأملون ويتمنّون من أمتعة الدنيا وزخارفها ولذّاتها من المناكح والمطاعم والملابس وأمثالها.

1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۵۲ (مهل) مع التلخيص .

2.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۹۳ (شفي) .

3.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۶۸ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 114646
صفحه از 630
پرینت  ارسال به