والغرض من ذكر نعمه أو تذّكرها أداء شكره.
(وليعترفوا الإهابة له) .
في بعض النسخ: «وليعرفوا». وفي بعضها: «ثمّ» بدل الواو.
قال الجوهري: «عرفته معرفة وعِرفاناً، وقولهم: ما أعرف لأحد يصرعني ، أي ما اعترف، واعترفت القوم ، إذا سألتهم عن خبر لتعرفه». ۱
وفي القاموس: «اعترف الشيء: عرفه، وذلّ وانقاد». ۲
وقال الجوهري :
الهيبة: المهابة، وهي الإجلال والمخافة، ورجل مهيب : يهابه الناس. وفي الحديث: «الإيمان هَيوب» ، أي إنّ صاحبه يهاب المعاصي . وأهاب الراعي بغنمه، أي صاح بها لتقف أو لترجع، وأهاب بالبعير . ۳
أقول : لعلّ فاعل الإهابة هو اللّه تعالى أو دعاته، والمعنى ليعرفوا إهابته تعالى، أي كونه جليلاً مهيباً يهابه الناس، ويخافون عذابه . أو ليعرفوا إخافته تعالى عباده بالمعاصي وتحذيرهم عنها ووعيدهم عليها . أو ليعرفوا دعوته تعالى عباده، أو دعوة دعاته إيّاهم بالأوامر والنواهي ليقفوا عند الأوّل، ولا يتجاوزوا عن حدوده، ويرجعوا عن الثاني، ولا يرتكبوه . أو لينقادوا ويستسلموا ذلك، أو المراد ليستخبروا ويتعلّموا مقتضيات الإهابة بإحدي تلك المعاني.
وقيل: أي ليعترفوا بالتعظيم والتوقير له على سبيل الكناية، أو على أن أهاب بمعنى هاب، يقال: هاب الشيء يهابه ، إذا أوقره وعظّمه ۴ ، فتأمّل.
(والإنابة إليه) ؛ للخوف من أخذه، والطمع في رفده. قال الجوهري : «أناب إلى اللّه، أي أقبل وتاب» . ۵
(ولينتهوا عن الاستكبار) على اللّه وعلى أنبيائه وأوليائه بالمخالفة . يقال: استكبره وأكبره، أي رآه كبيراً ، وعظم عنده ، واستكبره : تطاول عليه .
1.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۰۱ و۱۴۰۲ (عرف) مع التلخيص .
2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۷۵ (عرف) .
3.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۳۹ و۲۴۰ (هيب) مع التلخيص .
4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۶۶ .
5.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۲۹ (نوب) .