351
البضاعة المزجاة المجلد الأول

المؤمنين عليه السلام بعد الموت، يقولان له: من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ ومن إمامك؟ ۱
إلى هنا كلام صاحب الطرائف.
(والصدّيق الأكبر) .
قال الجوهري: «الصدّيق مثال الفِسّيق: الدائم التصديق، ويكون الذي يصدّق قوله بالعمل». ۲
وقيل: وصفه بالأكبر للمبالغة في أنّه لم يصدر منه الخطأ من أوّل العمر إلى آخره . ۳
(وعن قليل) أي بعد زمان قليل.
(ستعلمون ما توعدون) .
قال الجوهري : «الوعد مستعمل في الخير والشرّ، وعده خيراً ووعده شرّاً، وإذا أسقطوا الخير والشرّ ، قالوا في الخير : وَعْد وعِدّة، وفي الشرّ : إيعاد ووعيد». ۴
(وهل هي) أي الدنيا ، أو حكومتهم وسلطنتهم فيها، وما يتمتّعون به من زخارفها .
(إلّا كلُعقة الآكل) أي كلعقة لعقها آكل بإصبعه مرّة واحدة.
قال في القاموس: «لعقه ـ كسمعه ـ لَعقة، ويضمّ: لحسه، واللعقة: المرّة الواحدة، وفي الأرض لعقة من ربيع : قليل من الرطب ، وبالضمّ: ما تأخذه في المِلعقة». ۵
وبالجملة شبّههما عليه السلام في التحقير وقلّة الانتفاع بها وسرعة زوالها وفنائها باللعقة، والمقصود منه التنفير عنهما ، وعن ترك نعيم الجنّة لمثلهما .
(ومَذقة الشارب) أي وهل هي إلّا كشربة شربها شارب. قال الجوهري: «المذيق: اللبن الممزوج بالماء» . ۶
(وخَفقة الوَسنان) .
قال الجوهري: «خفق الرجل، أي حرّك رأسه وهو ناعس، وفي الحديث: كانت رؤوسهم تخفق خَفقة أو خفقتين». ۷

1.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۶۹ (خفق) .

2.الطرائف ، ج ۱ ، ص ۹۴ ، ح ۱۳۳ .

3.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۰۶ (صدق) .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۶۸ .

5.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۵۱ (وعد) مع اختلاف يسير .

6.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۸۰ (لعق) .

7.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۵۳ (مذق) .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
350

وقرى ء بالنصب على الأصل ، بمعنى حُطّ عنّا ذنوبنا حطّة، أو على أنّه مفعول «قولوا»، أي قولوا هذه الكلمة . ۱
وقيل: معناه: أمرنا حِطّة، أي أن نحطّ هذه القرية، ونقيم بها الشيء .
وغرضه عليه السلام من التشبيه أنّه مثل هذا الباب في أنّ من دخله وتمسّك به فقد دخل في الدين ، وكان من أهله مغفوراً خطاياه ، مزيداً أجر حسناته.
ومن تخلّف عنه كان مصداقاً لقوله تعالى: «فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ» . ۲
(وكسفينة نوح في قوم نوح) إشارة إلى قوله صلى الله عليه و آله : «مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح، من تمسّك بها نجا، ومن تخلّف عنها غرق» . ۳
(وإنّي النبأ العظيم) .
روى المصنّف رحمه الله بإسناده عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قوله تعالى: «عَمَّ يَتَسَائَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ»۴ قال: «النبأ العظيم: الولاية» . ۵
وقال هنا صاحب الطرائف من العامّة :
روى الحافظ محمّد بن مؤمن الشيرازي في كتابه في تفسير قوله تعالى: «عَمَّ يَتَسَائَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ» بإسناده إلى السدي يرفعه قال: أقبل صخر بن حرب ، حتّى جلس إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فقال: يا محمّد، هذا الأمر لنا من بعدك، أم لمن؟ قال صلى الله عليه و آله : «يا صخر، الأمر من بعدي لمن هو منّي بمنزلة هارون من موسى عليه السلام ، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: «عَمَّ يَتَسَائَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ» ، يعني يسألك أهل مكّة عن خلافة عليّ بن أبي طالب ، «الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ» منهم المصدّق بولايته وخلافته، ومنهم المكذّب، قال: «كَلَا» ؛ وهو ردع عليهم . «سَيَعْلَمُونَ» ؛ أي سيعرفون خلافته من بعدك أنّها حقّ ، «ثُمَّ كَلَا سَيَعْلَمُونَ» ؛ أي سيعرفون خلافته وولايته ؛ إذ يسئلون عنها في قبورهم، فلا يبقى ميّت في شرق ولا غرب، ولا في برّ ولا بحر إلّا ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير

1.راجع : شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۶۸ .

2.البقرة (۲) : ۵۹ .

3.الاحتجاج ، ج ۲ ، ص ۳۸۰ ؛ عيون الأخبار ، ج ۲ ، ص ۲۷ ، ح ۱۰ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۶۰ ، المجلس الثاني ، ح ۸۸ ؛ وص ۷۳۳ ، المجلس ۴۵ ، ح ۱۵۳۲ ؛ بشارة المصطفى ، ص ۸۸ (في كلّها مع اختلاف يسير) .

4.النبأ (۷۸) : ۱ و۲ .

5.الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۱۸ ، باب فيه نكت و ... ، ح ۳۴ . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۲۴ ، ص ۳۵۲ ، ح ۷۱ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 110280
صفحه از 630
پرینت  ارسال به