353
البضاعة المزجاة المجلد الأول

وفي القاموس: «نكب عنه، كنصر وفرح: عدل، كتنكّب». ۱
وقيل في شرح هذا الكلام: أي أعرض عن الطريق المستقيم والواضح. ۲
وأقول: لعلّ المعنى الأوّل أنسب بالمقام ؛ لاستغنائه عن ارتكاب الحذف والإيصال، فمعنى تنكّب المحجّة حينئذ عدم سلوكها وعدم الانتفاع بها، فكأنّه تجنّبها واحترز عنها، والضمير إمّا راجع إلى اللّه، أو إلى الموصول، والثاني أنسب بالسياق، وكذا البواقي.
(وأنكر حجّته) .
أصل الحجّة الدليل والبرهان، وقد مرّ في الاُصول رواية المصنّف رحمه الله عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «حجّة اللّه على العباد النبي صلى الله عليه و آله ، والحجّة فيما بين العباد وبين اللّه العقل» . ۳
(وخالف هداته) من الأنبياء والأوصياء والصلحاء.
(وحاد من نوره) .
يقال: حاد عن الشيء يَحيد ، أي مال عنه وعدل، ويحتمل كونه بتشديد الدال من المحادّة بتضمين معنى الإعراض، قال الجوهري: «المحادّة: المخالفة، ومنع ما يجب عليك» . ۴
وفسّر النور في أخبار كثيرة بأمير المؤمنين وسائر الأئمّة عليهم السلام . وقيل: لعلّ المراد بالنور هنا القرآن أو الشريعة؛ إذ هما كالنور في كشف الحجاب عن وجه المطلوب . ۵
(واقتحم في ظُلَمه) .
الظاهر أنّه بفتح اللام ، جمع الظلمة لمقابلته بالنور، وكونه بتسكين اللام بعيد.
وفي القاموس: «قحم في الأمر ـ كنصر ـ قُحوماً: رمى بنفسه فيه فجأة بلا رويّة ، وقحّمته تقحيماً ، فانقحم واقتحم». ۶
(واستبدل بالماء السراب) .
في الصحاح : «السراب : الذي تراه نصف النهار كأنّه ماء» ، ۷ وهو هنا كناية عمّا لا حقيقة له.

1.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۶۳ (حدد) .

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۳۴ (نكب) .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۶۹ .

4.الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۵ ، كتاب العقل والجهل ، ح ۲۲ .

5.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۶۱ (قحم) .

6.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۴۷ (سرب) .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
352

وفي القاموس: «الوَسَن محرّكة: ثقل النوم أو أوّله، أو النعاس . وَسِنَ ـ كفرح ـ فهو وَسِنٌ ووَسنان». ۱
(ثمّ تُلزمهم المَعَرّات جزاء في الدنيا) .
في بعض النسخ: «تلتزمهم» . وفي بعضها: «خزياً» بدل «جزاء». وفي بعضها: «العثرات» بدل «المعرّات».
وعلى نسخة الأصل يحتمل أن يكون تلزمهم على صيغة المضارع من باب الإفعال، وجزاء معلوله الثاني.
ويحتمل أن يكون على بناء المجرّد، ويكون جزاء مفعولاً له، يقال: لزمت الشيء وبه، وألزمته الشيء فالتزمه، والالتزام: الاختناق.
والمعرّة: الإثم ، والأذى ، والغُرم ، والدية ، والجناية. وخزي ـ كرضي ـ خزياً ، بالكسر: ذلّ ، وهان ، وافتضح ، ووقع في بليّة وشهرة فذلّ بها .
(ويوم القيامة يُردّون إلى أشدّ العذاب) لأنّ كفرهم وعصيانهم أشدّ.
(وما اللّه بغافل عمّا يعملون) تأكيد للوعيد، وهذا إشارة إلى قوله تعالى: «فَمَا جَزَآءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ» . ۲
وقال بعض الشارحين: «الظاهر أنّ الواو في قوله: «وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ» للحال عن ضمير الجمع، والعطف على «تلزمهم» محتمل». ۳
أقول: صحّة الحاليّة هنا إنّما هي بتقدير مبتدأ، وهو هنا مستغفر عنه، فيتعيّن العطف.
(فما جزاء من تنكّب مَحجّته) .
قال الجوهري: «المحجّة: جادّة الطريق». ۴
وقال: «نكب عن الطريق ينكب نكوباً، أي عدل، وتنكّبه ، أي تجنّبه، وتنكّب القوس ، أي ألقاها على منكبه». ۵

1.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۲۸ (نكب) .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۷۵ (وسن) .

3.البقرة(۲) : ۸۵ .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۹۳ .

5.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۰۴ (حجج) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 110063
صفحه از 630
پرینت  ارسال به