355
البضاعة المزجاة المجلد الأول

والمراد به البعث للجزاء .
«ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ» من القبور، وهو من أسماء يوم القيامة، وقد يقال للعبد .
«إِنّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ» في الدنيا.
«وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ» للجزاء في الآخرة.
«يَوْمَ تَشَقَّقُ» أصله تتشقّق «الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً» مسرعين في الخروج والرجوع إلى اللّه ، والحضور إلى المحشر .
(إلى آخر السورة) وهو قوله: «ذلِكَ حَشْرٌ» أي بعث وجمع «عَلَيْنا يَسِيرٌ» : هَيّن، وتقديم الظرف للاختصاص؛ فإنّ ذلك لا يتيسّر إلّا على العالم القادر لذاته، لا يشغله شأن عن شأن، كما قال : «ما خَلَقَكُمْ وَلا بَعَثَكُمْ إِلّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ»۱ .
«نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ» تسلية لرسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وتهديد لهم .
«وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ»۲ بمسلّط تقسرهم على الإيمان ، أو تفعل بهم ما تريد، وإنّما أنت داع . «فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ» ؛ فإنّه لا ينتفع به غيره .
قيل: وفي تضمين الآية وعيد لهم بأنّهم سيجدون جزاء عملهم. ۳

متن الحديث الخامس (خُطْبَةُ الطَّالُوتِيَّةِ)

0.مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَعْمَرٍ، 4 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّهِ بْنُ أَيُّوبَ الْأَ شْعَرِيُّ، 5 عَنْ 6 عَمْرٍو الْأَ وْزَاعِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، 7 عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ 8 :

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۷۰ .

2.لقمان (۳۱) : ۲۸ .

3.ق (۵۰) : ۴۱ ـ ۴۵ .

4.في الحاشية: «الكوفي، يكنّى أبا الحسين صاحب الصبيحي . مصحّح» . وانظر : رجال الطوسي ، ص ۴۴۲ ، الرقم ۶۳۱۰ .

5.في الحاشية: «ابن راشد الزهري ، بيّاع الزطّي ، ثقة» . وانظر : رجال النجاشي ، ص ۲۲۱ ، الرقم ۵۷۸ ؛ رجال العلّامة ، ص ۲۳۸ ، الرقم ۲۳ .

6.في الطبعة الجديدة وبحار الأنوار، ج ۲۸، ص ۲۳۹، ح ۲۷: + «أبي».

7.في الحاشية: «أبو عبد اللّه الجعفي ، مصري ، ضعيف جدّاً ، زيد أحاديث في كتب جابر الجعفي ينسب بعضها إليه ، والأمر ملبّس . مصحّح» . وانظر : رجال النجاشي ، ص ۲۸۷ ، الرقم ۷۶۵ .

8.في الحاشية: «روى الكشّي عن الفضل بن شاذان أنّه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام . مصحّح». راجع : رجال الكشّي ، ص ۳۸ ، ح ۷۸ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
354

(وبالنعيم العذاب) .
النعيم والنعمة: اليد ، والصنيعة ، والمنّة ، وما أنعم به عليك.
(وبالفوز الشقاء) .
الفوز: النجاة ، والظفر بالخير، وهو مستلزم للسعادة، ولذا قابلها بالشقاء الذي هو نقيضها.
(وبالسرّاء الضرّاء) .
قال الجوهري: «السرّاء: الرخاء، والضرّاء: الشدّة». ۱
وفي القاموس: «السرّاء: المسرّة، والضرّاء: الزمانة والشدّة ، والنقص في الأموال والأنفس». ۲
(وبالسعة الضَّنك) .
في القاموس:
الضَّنك: الضيق في كلّ شيء ، للذكر والاُنثى ، ضنك ـ ككرم ـ ضَنكاً وضَناكة وضُنوكة : ضاق، وفلان ضناكة فهو ضَنيك: ضعيف في رأيه وجسمه ونفسه وعقله . ۳
وقوله عليه السلام : (إلّا جزاء اقترافه) استثناء من قوله: «فما جزاء من تنكّب» . واقترافه: اكتسابه ما ذكر من التنكّب وما عطف عليه.
وفي بعض النسخ: «افتراقه» ، أي قطعه عمّا يجب أن يوصل.
(وسوء خلافه) عطف على «اقترافه» ، أي جزاء مخالفته مع من يجب طاعته. وقيل: أفاد بالاستثناء ألّا ظلم في ذلك الجزاء . ۴
(فليوقنوا بالوعد على حقيقته) .
اليقين: العلم وزوال الشكّ، يقال: يقنت الأمر ـ بالكسر ـ يَقناً، وأيقنت به، أي صرت منه على يقين، أي فليكونوا على يقين في حقيقة الوعد الذي أخبر به النبي صلى الله عليه و آله من الثواب.
(وليستيقنوا بما يوعدون) من العقاب (يوم تأتي الصيحة بالحقّ) متعلّق بالوعد والإيعاد.
قال اللّه ـ عزّ وجلّ ـ في سورة ق : «وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ»۵ . قال البيضاوي: «هي النفخة الثانية» . ۶ [و] «بالحقّ» متعلّق بالصيحة،

1.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۷۵ (ضرر) .

2.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۰۹ (ضرر) .

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۱۱ (ضنك) .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۷۰ .

5.ق (۵۰) : ۴۱ و۴۲ .

6.تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۸ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 93405
صفحه از 630
پرینت  ارسال به