367
البضاعة المزجاة المجلد الأول

في القاموس: «شوّر إليه: أومأ، كأشار، ويكون بالكفّ والعين والحاجب. وأشار عليه بكذا: أمره، وهي : الشورى . والمشورة : مفعلة لا مفعولة» . ۱
وعدّ الجوهري أيضاً المشورة والشُّؤُرة من المصادر. ۲
(ولا مُظاهرة) أي معاونة من أحد في أفعاله.
(ولا مُخابرة) .
قال الجوهري : «المخابرة: المزارعة ببعض ما يخرج من الأرض» . ۳ ولعلّ المراد نفي الاستعانة، فيكون تخصيصاً بعد التعميم، ونفي المشاركة في الخلق والتقدير.
وقيل: يحتمل أن يكون مشتقّاً من الخبر، أو الاختبار . ۴
وأقول : يحتمل أيضاً أن يكون مشتقّاً من الخُبُر، بالتحريك، فالمخابرة أن يعطى كلّ منهما الآخر ما عنده من العلم، أو الخبر والاختبار، فيتقوّى بذلك عقل كلّ واحد منهما.
وقيل في شرح هذا الكلام: يعنى أنّه تعالى لم يفوّض أمر ملكه إلى غيره ليعمل فيه، ويكون له تعالى نصيب منه؛ إمّا لعجزه عن العمل فيه، أو لغرض آخر، كما يقوله من زعم أنّه تعالى واحد لا يصدر منه إلّا الواحد، وأنّ الباقي مفوّض إلى العقول العشرة، وأنّ لها نصيباً في خلق عالم الروحانيّات والجسمانيّات . ۵
(ولا يسأل أحداً عن شيء من خلقه أراده) .
«من خلقه» و«أراده» نعتان ل «شيء»، أو الأوّل بيان له، والثاني نعت، أي لا يستخبر ولا يستعلم أحداً من شيء تعلّق به إرادته ليخبره بصلاحه وفساده، ويفتح عليه أبواب علمه وحكمته.
«لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ» أي لا يحيط به حاسّة الأنظار.
قال البيضاوي: «الأبصار: جمع البصر، وهي حاسّة النظر، وقد يقال للعين من حيث إنّها محلّها». ۶

1.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۶۵ (شور) .

2.راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۰۵ (شور) .

3.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۴۱ (خبر) .

4.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۷۳ .

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۷۴ .

6.تفسير البيضاوي ، ج ۲ ، ص ۴۳۸ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
366

وفي القاموس: «الخليقة: الناس، كالخلق، والبهائم». ۱
وقوله: (من شيء) متعلّق بكلّ من الفعلين على سبيل التنازع.
والحاصل أنّ الخوف منتف عنه رأساً، ولا يبعد تعلّق الجارّ بالذعر أيضاً.
وكلمة «من» في قوله: (وقوي بغير قوّة من خلقه) للابتداء ، أو للتبيين، أي قوّة ناشئة من خلقه، أو قوّة هي خلقه.
وكونها للتبعيض بمعنى قوّة هي بعض خلقه محتمل بعيد.
وبالجملة قوّته تعالى ليست مستفادة من غيره، كما في الملوك والسلاطين المجازيّة.
(لا تدركه حَدَق الناظرين) .
في القاموس: «الحدقة، محركّة: سواد العين، الجمع حَدَق وأحداق وحِداق» . ۲
وأقول: المراد بالحدق هنا نواظر العيون.
(ولا يُحيط بسمعه سمعُ السامعين) .
في القاموس:
السمع: حسّ الاُذن ، والاُذن ، وما وقر فيها من شيء تسمعه ، والذكر المسموع، ويكسر كالسّماع، ويكون للواحد والجمع، الجمع: أسماع وأسمُع. سمع ـ كعلم ـ سَمعاً، ويكسر، أو بالفتح: المصدر، وبالكسر: الاسم، وسَماعاً وسَماعة وسَماعية . ۳
وأقول: لعلّ السمع هنا مصدر اُضيف إلى المفعول، والمراد أنّه تعالى ليس من جنس المسموعات، كما أنّه ليس من جنس المبصرات.
ويحتمل كونه بمعنى الاسم، والمراد أنّه لا يحيط بجميع مسموعاته سمع السامعين، أي لا يدركون بحاسّة السمع كلّ ما يدركه بذاته؛ لأنّه تعالى يسمع بذاته ما لا يسمعه حديد السمع من الأصوات الخفيّة جدّاً، كحسيس النملة على الصخرة المَلساء .
(إذا أراد شيئاً كان) ذلك الشيء، وحدث على وفق ما أراد من غير امتناع وتوقّف وافتقار إلى مزاولة عمل واستعمال آلة.
(بلا مشورة) مع أحد؛ ليعلم بها صلاح أمره وفساده.

1.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۲۸ (خلق) .

2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۱۹ (حدق) .

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۴۰ (سمع) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 110563
صفحه از 630
پرینت  ارسال به