والبرهان والغلبة والقهر لها ؛ أو للرسول، أي يجعله غالباً على جميع أهل الأديان ، وقد ورد في أخبارنا أنّه يكون تمام هذا الوعد عند قيام القائم عليه السلام . ۱«وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»۲ إظهاره وغلبته.
(فبلّغ الرسالة، وأنهج الدلالة صلى الله عليه و آله ) .
في القاموس: «أنهج: وضح وأوضح». ۳
(أيّها الاُمّة التي خُدعت) من النفس وشياطين الإنس والجنّ.
(فانخدعت) أي فقبلت الخديعة، وانطبعت فيها لاستعدادها لها.
(وعرفت خديعة من خدعها، فأصرّت على ما عرفت) ؛ يعني انخداعهم في حال معرفتهم بالخديعة من حيث إنّها خديعة، ومعرفتهم بالخادع من حيث إنّه خادع، ومع هذا أداموا وقاموا على الانخداع، وذلك من شقاوتهم وخبث جبلّتهم.
(واتّبعت أهواءها، وضربت في عَشواء غَوايتها) . في كثير من النسخ: «غوائها».
قال الفيروزآبادي: «ضرب على يديه: أمسك، وفي الأرض ضرباً وضرباناً: خرج تاجراً، أو غازياً، أو أسرع، أو ذهب، وبنفسه الأرض: أقام، والشيء: خلطه ». ۴
وقال: «العشوة، بالضم والكسر: ركوب الأمر على غير بيان، ويثلّث، وبالفتح: الظلمة، كالعشواء، أو ما بين أوّل الليل إلى ربعه». ۵
وقال الجوهري:
العشا مقصور، مصدر الأعشى، وهو الذي لا يبصر بالليل، ويبصر بالنهار، والمرأة عشواء ، والعشواء : الناقة التي لا تبصر أمامها، فهى تخبط بيديها كلّ شيء، وركب فلان العشواء ، إذا خبط أمره على غير بصيرة، وفلان خابط عشواء . ۶
وقال: «الغيّ: الضلال، والخيبة، وقد غوي ـ بالفتح ـ يغوي غَيّاً وغواية، فهو غاوٍ وغوٍ» انتهى. ۷
ولعلّ المراد أنّها أقامت، أو ذهبت، أو أسرعت في ظلمة غوايتها، فالإضافة لاميّة،
1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۷۳ .
2.التوبة (۹) : ۳۳ ؛ الفتح (۴۸) : ۲۸ .
3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۱۰ (نهج) .
4.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۹۵ (ضرب) .
5.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۶۲ (عشو) .
6.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۲۷ (عشو) مع التلخيص .
7.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۵۰ (غوي) .