375
البضاعة المزجاة المجلد الأول

(وتجدون وَخيم ما اجترمتم) .
الوَخامة: الثقل، وعدم استمراء الطعام، وقد وخُم الطعام ـ ككرم ـ وَخامة ووخومة ووخوماً، وطعام وخيم: غير موافق.
وقيل: قد تكون الوخامة في المعاني؛ يقال: هذا الأمر وخيم العاقبة، أي ثقيل رديّ. ۱
وفي القاموس: «جرم فلان: أذنب، كأجرم، واجترم، ولأهله: كسب ، كاجترم». ۲
(وما اجتلبتم) . يقال: اجتلبه، أي ساقه من موضع إلى آخر، فجلب هو، وانجلب.
وفي بعض النسخ: «ما اجتنيتم». قال الجوهري: «جنيت الثمرة أجنيها جنيا ، واجتنيتها بمعنى». ۳
وفي القاموس: «اجتنينا ماء مطر : وردنا وشربناه». ۴
ولعلّ المراد بالاجتلاب أو الاجتناء ولاية أهل الجور كناية، أو استعارة.
وقوله عليه السلام : (لقد علمتم أنّي صاحبكم) أي إمامكم . وأصل الصحبة : المعاشرة والملازمة.
(والذي به) أي بمتابعته وولايته (اُمرتم).
وقوله: (وخيرة ربّكم) أي مختار ربّكم بعد نبيّه. في القاموس: «اخترته منهم وعليهم، والاسم: الخيرة، بالكسر، وكعنبة». ۵
(ولسان نوركم) .
قيل: أي قرآنكم وشريعتكم، وهو عليه السلام لسانها؛ لأنّه ينطق بما هو المقصود منها. ۶
وقيل: المراد بالنور الرسول، أو الهداية والعلم، أو نور الأنوار تعالى شأنه. ۷
(فعن قليل رُويداً ينزل بكم ما وُعدتم) على البناء للمفعول (وما نزل بالاُمم قبلكم) .
الموصول في الموضعين عبارة عن العذاب بسبب المخالفة للدين والكتاب.
(وسيسألكم اللّه) إلى قوله: (تصيرون) ؛ فيه وعد ووعيد.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۷۹ .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۸۸ (جرم) .

3.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۰۵ (جني) .

4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۱۴ (جني) .

5.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۵ (خير) .

6.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۷۵ و۷۶ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
374

(وخالفتموه) .
الضمائر للعلم، أو لأهل الذكر باعتبار اللفظ، أو للعالم.
و«كيف» للتعجّب، كما قيل في قوله تعالى: «كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً»۱ ؛ أي كيف تنتفعون بهذا الاعتراف والإذعان، وقد تركتم العمل بهذا العلم، أو متابعة قليله، والعالم به، أو تقولون: هذا مع كونه مخالفاً ومناقضاً لأفعالكم.
والحاصل أنّ أهل الذكر كانوا مرجعكم فيما ورد عليكم من المعضلات والمشكلات التي لا تصل إلى العلم بها عقولكم، وأنتم تسألونهم عنه، وهم إذا بيّنوه لكم صدّقتموه، وقلتم: هو العلم الحقّ الذي جاء به الرسول صلى الله عليه و آله بعينه من غير نقص وزيادة، فكيف تسألونهم عنه، وتقولون هذا القول، والحال أنّكم تركتموهم أو علمهم ، وأزلتموهم عن مراتبهم التي رتّبهم اللّه فيها، ونبذتموهم وراء ظهوركم، كأنّكم لا تعرفونهم، وخالفتموهم فيما لهم من الولاية التي بناؤها العلم والحكمة؟!
وفيه توبيخ وإنكار عليهم، وتعجّب من حالهم حيث جمعوا بين الضدّين الذين أحدهما من لوازم العقل، والآخر من توابع الجهل.
(رُوَيداً) نصبه على المصدر، أي سيروا سيراً رُويداً. قال الفيروزآبادي:
امش على رُود، بالضمّ، أي مَهل، وتصغيره: رُوَيد، ورويداً: مَهلاً، ورويدك عمرواً: أمهله، وإنّما تدخله الكاف إذا كان بمعنى افعل، وتكون لوجود أربعة : اسم فعل ؛ رويداً عمرواً: أمهله . وصفة ؛ ساروا سيراً رويداً . وحالاً ؛ سار القوم رويداً، اتّصل بالمعرفة فصار حالاً لها . ومصدراً ؛ رويد عمرو بالإضافة . ۲
وقال: «المَهل ـ ويحرّك ـ والمُهلة، بالضمّ: السكينة، والرفق، وأمهله: رفق به» ۳ انتهى.
قيل: إنّما أمر به عليه السلام ؛ لأنّ سرعة اليسر في طريق الباطل توجب غاية البعد من الحقّ بخلاف البطوء ؛ فإنّه قد يفضي إلى الشعور والرجوع عن الباطل. ۴
(عمّا قليل تَحصدون جميع ما زرعتم) أي بعد زمان قليل تجدون وبال ما صنعتم، وتذوقون نكاله. و«ما» زائدة لتوكيد معنى القلّة، أو نكرة موصوفة .

1.البقرة (۲) : ۲۸ .

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۹۶ (رود) .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۵۳ (مهل) .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله فى شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۷۹ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 110449
صفحه از 630
پرینت  ارسال به