تعالى لعلمه بما هم فيه من العقائد الباطلة والأعمال الفاسدة، وإعراضهم عن متابعة الوليّ الحقّ، ثمّ الاستعصام به تعالى، والالتجاء إليه من مثل هذه البليّة العظيمة الصادرة من النفوس الشريرة.
وقال الجوهري: «توفّاه اللّه، أي قبض روحه». ۱
(أما والبيت والمُفضي إلى البيت) . في بعض النسخ: «المفضي» بدون الواو.
(وفي نسخة: «والمُزدَلَفة») ؛ أي وربّ المشعر الحرام. (والخِفاف إلى التجمير) .
الواو في قوله: «والبيت» للقسم. وقيل: المقسم به محذوف، أي وبالبيت، يعني الكعبة . ۲ قال الجوهري:
الفضاء : الساحة ، وما اتّسع من الأرض، يقال: أفضيت، إذا خرجت إلى الفضاء، وأفضيت إلى فلان: سرّي ، وأفضى بيده إلى الأرض، إذا مسّها بباطن راحته في سجوده . انتهى . ۳
قيل: يحتمل أن يكون المراد القسم بمن يدخل الفضاء ـ أي الصحراء ـ متوجّهاً إلى البيت، أي الحاجّ والمعتمر، أو من يفضي أسراره إلى البيت ـ أي إلى ربّه ـ ويدعو اللّه عند البيت، أو من يفضي الناس إلى البيت، ويوصلهم إليه، وهو اللّه تعالى ، أو على صيغة المفعول، أي الحاجّ الواصلين إلى البيت، أو على بناء الفاعل أيضاً من الإفضاء بمعنى مسّ الأرض بالراحة أي المسلمين بأحجار البيت، أو من يفضي إلى الأرض بالسجود في أطراف الأرض متوجّها إلى البيت.
وفي النهاية: «لا يفضي اللّه فاك . ومعناه أن لا يجعله فضاء لا سنّ فيه، والفضاء: الخالي الفارغ الواسع من الأرض» . ۴
فيحتمل أن يكون من جعل أربعة جوانب فضاء غير معمور إلى البيت ليشقّ على الناس قطعها ، فيكثر ثوابهم، وهو اللّه تعالى. ۵
والتجمير: رمي الجمار. والخفاف إمّا جمع الخُفّ، وهو خُفّ الإنسان؛ إذ خفّ البعير
1.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۵۲۶ (وفي) .
2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۸۲ .
3.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۵۵ (فضا) مع التلخيص .
4.النهاية ، ج ۳ ، ص ۴۵۶ (فضا) .
5.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۷۷ .