385
البضاعة المزجاة المجلد الأول

شِيعَتِنَا، وَمَا مِنْ آيَةٍ نَزَلَتْ تَذْكُرُ أَهْلَهَا فِيهَا ۱ بِشَرٍّ، وَلَا تَسُوقُ إِلَى النَّارِ إِلَا وَهِيَ فِي عَدُوِّنَا وَمَنْ خَالَفَنَا. فَهَلْ سَرَرْتُكَ يَا بَا مُحَمَّدٍ؟».
قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، زِدْنِي.
فَقَالَ: «يَا بَا مُحَمَّدٍ، لَيْسَ عَلى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَا نَحْنُ وَشِيعَتُنَا، وَسَائِرُ النَّاسِ مِنْ ذلِكَ بُرَآءُ، يَا بَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُكَ؟».
* وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : فَقَالَ: حَسْبِي.

شرح

السند ضعيف.
قوله: (وقد حَفَزه النفس) .
الحَفز ، بالحاء المهملة والفاء والزاي: الحثّ، والإعجال، والاجتهاد في المشي والنفس وغيرهما، وفعله كضرب، واحتفز في مشيه: احتثّ، واجتهد.
وقوله: (كبرت ۲ سنّي) .
في بعض النسخ: «كبر» بلفظ التذكير. وفي القاموس: «السنّ: مقدار العمر، مؤنّثه في الناس وغيرهم» ۳ . والمراد بكبرها : كثرتها.
(ودقّ عَظمي) .
الدقيق: خلاف الغليظ، وقد دقّ الشيء دقّة ـ من باب ضرب ـ أي صار دقيقاً. وكنّي به عن الوهن والضعف اللازمين لطول العمر.
(واقترب) أي تقارب (أجلي) ودنا.
وقوله عليه السلام : (وإنّك لتقول هذا) إنكار لقول أبي بصير: (مع أنّني لست أدري) .
(قال: جعلت فداك، وكيف لا أقول) ما قلت، مع أنّي لا علم لي بمآل حالي في الآخرة؟!
(فقال: يا أبا محمّد، أما علمت) إلى قوله: (أن يحاسبهم) .
في القاموس: «الشباب: الفتا ، وجمع شابّ، كالشبّان» ۴ . وقال الجوهري: «الشباب جمع

1.في النسخة: «فيها» مرمّز ب «خ»، ولم يرد في كلتا الطبعتين .

2.في المتن الذي نقله الشارح رحمه الله سابقا : «كبر» .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۳۶ (سنن) .

4.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۸۵ (شبب) .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
384

خَلَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَشِيعَتَهُ، فَقَالَ فِي كِتَابِهِ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ: «يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ * إِلاّ مَنْ رَحِمَ اللّهُ»۱ ؛ يَعْنِي بِذلِكَ عَلِيّاً عليه السلام وَشِيعَتَهُ. يَا بَا مُحَمَّدٍ، فَهَلْ سَرَرْتُكَ؟».
قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، زِدْنِي.
قَالَ: «يَا بَا مُحَمَّدٍ، لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللّهُ تَعَالى فِي كِتَابِهِ إِذْ يَقُولُ: «يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»۲ ، وَاللّهِ مَا أَرَادَ بِهذَا غَيْرَكُمْ. فَهَلْ سَرَرْتُك، يَا بَا مُحَمَّدٍ؟».
قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، زِدْنِي.
فَقَالَ: «يَا بَا مُحَمَّدٍ، لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ، فَقَالَ: «إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ»۳ ، وَاللّهِ مَا أَرَادَ بِهذَا إِلَا الْأَ ئِمَّةَ عليهم السلام وَشِيعَتَهُمْ. فَهَلْ سَرَرْتُكَ، يَا بَا مُحَمَّدٍ؟».
قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، زِدْنِي.
فَقَالَ: «يَا بَا مُحَمَّدٍ، لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ، فَقَالَ: «فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً»۴ ، فَرَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي الآْيَةِ النَّبِيُّونَ، ۵ وَنَحْنُ فِي هذَا الْمَوْضِعِ الصِّدِّيقُونَ ۶ وَالشُّهَدَاءُ، وَأَنْتُمُ الصَّالِحُونَ.
فَتَسَمَّوْا بِالصَّلَاحِ، كَمَا سَمَّاكُمُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ، يَا بَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُكَ؟».
قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، زِدْنِي.
قَالَ: «يَا بَا مُحَمَّدٍ، لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللّهُ إِذْ حَكى عَنْ عَدُوِّكُمْ فِي النَّارِ بِقَوْلِهِ: «وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَ شْرارِ * أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَ بْصارُ»۷ ، وَاللّهِ مَا عَنى وَلَا أَرَادَ بِهذَا غَيْرَكُمْ، صِرْتُمْ عِنْدَ أَهْلِ هذَا الْعَالَمِ شِرَارَ النَّاسِ، وَأَنْتُمْ وَاللّهِ فِي الْجَنَّةِ تُحْبَرُونَ، وَفِي النَّارِ تُطْلَبُونَ . يَا بَا مُحَمَّدٍ، فَهَلْ سَرَرْتُكَ؟».
قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، زِدْنِي.
قَالَ: «يَا بَا مُحَمَّدٍ، مَا مِنْ آيَةٍ نَزَلَتْ تَقُودُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَلَا يَذْكُرُ ۸ أَهْلَهَا بِخَيْرٍ إِلَا وَهِيَ فِينَا وَفِي

1.الدخان (۴۴) : ۴۱ و۴۲ .

2.الزمر (۳۹) : ۵۳ .

3.الحجر (۱۵) : ۴۲ ؛ الإسراء (۱۷) : ۶۵ .

4.النساء (۴) : ۶۹ .

5.في الحاشية عن بعض النسخ: «النبيّين».

6.في الحاشية عن بعض النسخ: «الصدّيقين».

7.ص (۳۸) : ۶۲ و۶۳ .

8.في كلتا الطبعتين : «ولا تذكر» .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 93387
صفحه از 630
پرینت  ارسال به