وَرَأَيْتَ الْوُلَاةَ يَأْتَمِنُونَ الْخَوَنَةَ ۱ لِلطَّمَعِ، وَرَأَيْتَ الْمِيرَاثَ قَدْ وَضَعَتْهُ الْوُلَاةُ لأهْلِ الْفُسُوقِ ۲ وَالْجُرْأَةِ عَلَى اللّهِ يَأْخُذُونَ مِنْهُمْ، وَيُخَلُّونَهُمْ وَمَا يَشْتَهُونَ.
وَرَأَيْتَ الْمَنَابِرَ يُؤْمَرُ عَلَيْهَا بِالتَّقْوى وَلَا يَعْمَلُ الْقَائِلُ بِمَا يَأْمُرُ، وَرَأَيْتَ الصَّلَاةَ قَدِ اسْتُخِفَّ بِأَوْقَاتِهَا، وَرَأَيْتَ الصَّدَقَةَ بِالشَّفَاعَةِ لَا يُرَادُ بِهَا وَجْهُ اللّهِ، وَتُعْطى لِطَلَبِ النَّاسِ.
وَرَأَيْتَ النَّاسَ هَمُّهُمْ بُطُونُهُمْ وَفُرُوجُهُمْ، لَا يُبَالُونَ بِمَا أَكَلُوا وَمَا نَكَحُوا، وَرَأَيْتَ الدُّنْيَا مُقْبِلَةً عَلَيْهِمْ، وَرَأَيْتَ أَعْلَامَ الْحَقِّ قَدْ دَرَسَتْ.
فَكُنْ عَلى حَذَرٍ، وَاطْلُبْ مِنَ ۳ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ النَّجَاةَ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّاسَ فِي سَخَطِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّمَا يُمْهِلُهُمْ لأمْرٍ يُرَادُ بِهِمْ، فَكُنْ مُتَرَقِّباً، وَاجْتَهِدْ لِيَرَاكَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي خِلَافِ مَا هُمْ عَلَيْهِ، فَإِنْ نَزَلَ بِهِمُ الْعَذَابُ وَكُنْتَ فِيهِمْ عَجَّلْتَ إِلى رَحْمَةِ اللّهِ، وَإِنْ أُخِّرْتَ ابْتُلُوا وَكُنْتَ قَدْ خَرَجْتَ مِمَّا هُمْ فِيهِ مِنَ الْجُرْأَةِ عَلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ، وَأَنَّ رَحْمَةَ اللّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ».
شرح
السند حسن. ۴
قوله: (في مَوكبه) .
في القاموس: «وكب يكب وُكوباً ووكباناً: مشى في دَرَجان، ومنه الموكب، وللجماعة رُكباناً، أو مشاة، أو ركاب الإبل للزينة » ۵ انتهى .
وقيل : المَوكِبْ، بفتح الميم، وكسر الكاف: جماعةُ رُكّاب يسيرون برفقٍ من غير سرعةٍ؛ لإظهار السكينة والوقار، وهم القوم الركوب على الإبل للزينة والتنزّه ، وكذلك جماعة الفُرسان . ۶
1.في الحاشية عن بعض النسخ: «الخانة».
2.في الحاشية عن بعض النسخ: «الفسق».
3.في الحاشية عن بعض النسخ وكلتا الطبعتين : «إلى» .
4.هذا بناء على المشهور ؛ لوجود إبراهيم بن هاشم القمّي في السند ، الذي لا يوجد في كتب الرجال له توثيقا ولا تضعيفا . ولا يخفى ما فيه من النظر بعد التدبّر في مكانته عند القمّيّين ؛ لكونه أوّل من نشر حديث الكونيّين بقم ، والعصر الذي يعيش فيه ، ورواية الثقات المعروفين عنه . فتأمّل جدّاً.
5.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۳۸ (وكب) .
6.قاله المحقّق المازندرانى رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۹۰ .