(ورأيت الثناء قد كثُر) يعني ثناء الناس بعضهم بعضاً لغرضٍ من الأغراض، أو مطلقاً .
قال الجوهري : «أثنى عليه خيراً، والاسم الثناء » . ۱
وقيل: الثناء: وصف بمدحٍ، أو ذمٍّ ، وكثيراً ما يخصّ الأوّل . وقيل : هو من توابع الفساد في القوّة الشهويّة، وميل النفس الأمّارة إلى الدنيا، وغلبتها على القوّة العقليّة الحاكمة بأنّ المستحقّ للثناء إلّا اللّه . ۲
وفي بعض النسخ: «البناء» بالباء الموحّدة والنون، وهو بالكسر: المبنيّ، ونقيض الهدم .
ولعلّ المراد بكثرته الزائد على قدر الحاجة كمّا وكيفا .
(ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة اللّه فلا يُنهى ولا يؤخذ على يديه) .
المراد بالنهي [النهي] عن حدّ الإسراف ، وبأخذ يديه حجره من التصرّف في ماله، وإجراء أحكام الفجور عليه إن لم ينَتْهِ بالنهي .
(ورأيت الناطر يتعوّذ باللّه ممّا يرى المؤمن فيه من الاجتهاد) .
«من» بيان للموصول ، والمراد بالاجتهاد الكدّ والسعي في العلم والعمل في الطاعات والقربات ، وينبغي لمن نظر إليه التأسّي به، فإذا تعوّذ من عمله فقد عدّ الخير شرّاً، وبالعكس ، ذلك في حدّ الكفر باللّه وبما جاء به رسله .
(ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع) أي من يمنعه من إيذاء الجار .
(ورأيت الكافر فرحاً) لما في بعض النسخ (لما يرى في المؤمن) من المشقّة والعناء (مرحاً) لما في بعض النسخ (لما يرى في الأرض من الفساد) .
في القاموس: «الفَرَح، محرّكة: السرور، والبَطَر. فَرِحَ فهو فَرِحٌ» . ۳
وفيه: «مَرحَ، كفَرَحَ: أشِرَ، وبَطِرَ، واختال، ونَشِطَ، وتبختر، وهو مَرِحٌ» . ۴
وقال الجوهري : «المَرَحُ: شدّة الفرح والنشاط ». ۵
والمقصود شماتة الكفّار لما يرون في المؤمنين من سوء الحال، وتفرقة البال، وتبدّد ۶ النظام والأحوال .
1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۹۵ .
2.الصحاح ، ج ۶ . ص ۲۲۹۶ (ثني) .
3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۳۹ (فرح) .
4.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۴۸ (مرح) .
5.الصحاح، ج ۱ ، ص ۴۰۴ (مرح) .
6.التبدّد : التفرّق ، والتبديد : التفريق . اُنظر : كتاب العين ، ج ۸ ، ص ۱۴ ؛ لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۷۸ (بدد) .