413
البضاعة المزجاة المجلد الأول

تعميم بيت اللّه بحيث يشمل المساجد أيضاً .
(ورأيت الرجال يتسمّنون للرجال، والنساء للنساء) أي يستعملون الأودية والأغذية للسمن؛ ليتعشّق بهم، ويعمل معهم القبيح .
قال الجوهري : «السمين: خلاف المهزول ، وقد سَمُنَ سَمِنَاً، فهو سمين، وتسمّن مثله» . ۱
وقال الجزري:
فيه : «يكون في آخر الزمان قوم يتسمّنون» ؛ أي يتكثّرون بما ليس فيهم، ويدّعون ما ليس لهم من الشرف . وقيل : أراد جمعهم الأموال . وقيل : يحبّون التوسّع في المآكل والمشارب، وهي أسباب السمن . ومنه الحديث الآخر : «ويظهر فيهم السمن» .
وفيه : «ويلٌ للمسمّنات يوم القيامة من فترة في العظام» ؛ أي اللاتي يستعملن السُّمنة، وهي دواء يتسمّن به النساء» . ۲
(ورأيت الرجل معيشته من دبره، ومعيشة المرأة من فرجها) .
قيل : قد أشار هنا إلى خبث بعض الأزمنة من جهة الاكتساب بهذا العمل ، وفي السابق إلى خبثه من جهة هذا العمل، فلا تكرار. ۳
وقال الفيروزآبادي:
العيش: الحياة، عاش يعيش عَيشاً ومعاشاً ومعيشَةً ، والمعيشة: التي تعيش بها من المطعم والمشرب، وما تكون به الحياة، وما يُعاش به أو فيه. ۴
(ورأيت النساء يتّخذن المجالس كما يتّخذها الرجال) .
قيل : ينبغي للنساء أن يسكن أحفظ بيت من بيوتهنّ، ولا يخرجن منه، كما قال تعالى : «وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ»۵ ؛ فإنّ في خروجهنّ مفاسد كثيرة، خصوصاً إذا اتّخذن المجالس معهنّ، أو مع الرجال؛ فإنّ الصالحات منهنّ قلّ ما تتخلّص من الفساد، فضلاً عن الفاجرات ، ولذلك كان أهل العزّة والصلاح يمنعون الأجنبيّات عن الدخول على نسائهنّ . ۶

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۹۶ .

2.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۱۳۸ (سمن) .

3.النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۰۵ (سمن) .

4.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۸۰ (عيش) .

5.الأحزاب (۳۳) : ۳۳ .

6.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۹۶ و۲۹۷ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
412

وقيل : المراد بالفساد إمّا الفساد الناشي من الكفر ؛ لكون الحاكم العادل مقهوراً بسبب عدم الناصر له، أو الفساد الناشي من أهل الإسلام. وفيه على التقديرين إشارة إلى ضعف الدين وذمّ المسلمين . ۱
(ورأيت الخُمور تُشرب عَلانيّةً، ويجتمع عليها من لا يخاف اللّه عزّ وجلّ) .
في القاموس: «الخمر: ما أسكر من عصير العنب، أو عامّ، كالخمرة، وقد يذكّر» . ۲
وأقول: شرب الخمر وإن كان حراماً مطلقاً، سرّاً وعلانيّةً، مجتمعاً ومنفرداً، إلّا أنّ الإعلان بها والاجتماع عليها أقبح؛ لما فيها من مهانة الدين، وتحقير حدود اللّه ، وترويج معاصيه .
(ورأيت الآمِرَ بالمعروف ذليلاً) ؛ لردّ أمره، وعدم العمل بمقتضاه .
(ورأيت الفاسق فيما لا يحبّ اللّه قويّاً محموداً) .
الظاهر أنّ الجارّ متعلّق بالقوّة والحمد، وتعلّقه بالفسق بعيد .
(ورأيت أصحاب الآيات يحتقرون) ۳ على البناء للمفعول .
وكذا قوله : (ويُحتقر مَنْ يحبّهم) .
في بعض النسخ: «يُحقّرون»، ولعلّ المراد بهم أهل العلم والحكمة، أو أصحاب الأئمّة؛ فإنّهم عليهم السلام آيات اللّه الكبرى .
وقيل : أصحاب العلامات والمعجزات، أو القرّاء والمفسِّرون . وفي بعض النسخ: «أصحاب الآثار» ، ولعلّ المراد بهم المحدِّثون . ۴
(ورأيت سبيل الخير مُنقطعاً، وسبيل الشرّ مَسلوكاً) .
قيل : الخير كلّ ما طلبه الشارع ، والشرّ كلّ ما أنكره ، وترك سبيل الأوّل، وسلوك سبيل الثاني أعمّ من أن يكون مع العلم والجهل ومع الإقرار والإنكار؛ إذ فيه أيضاً قلب حكم الشارع وأمره . ۵
(ورأيت بيت اللّه قد عُطّل ، ويُؤمر بتركه) .
المراد ببيت اللّه الكعبة، وبتعطيله ترك مناسكه مطلقاً، أو على الوجه المقرّر ، ولا يبعد

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۹۵ .

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۳ (خمر) .

3.في المتن الذي نقله الشارح رحمه الله سابقا : «يُحقّرون» .

4.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۸۵ .

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۹۶ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 112441
صفحه از 630
پرینت  ارسال به