417
البضاعة المزجاة المجلد الأول

وضرب ـ قَبالة، وقبّلت العاملَ العَمَل تقبّلاً نادر، والاسم: القَبالة» ۱ . انتهى .
وحمل القبالة على الولاية من قبيل حمل السبب على مسبّبه؛ للمبالغة في السببيّة ، وحاصل المعنى أنّهم يزيدون المال، ويأخذون الولايات .
(ورأيت ذوات الأرحام يُنكَحن، ويُكتفى بهنّ) ولا يُراد غيرهنّ من المحلّلات .
الظاهر أنّ النكاح أعمّ من الوطئ والعقد، مع العلم بالتحريم وعدمه وعدم الاعتقاد بالتحريم أصلاً .
(ورأيت الرجل يُقتل على التُّهَمة وعلى الظِّنّة) .
في بعض النسخ: «وعلى المظنّة». في القاموس: «الوَهْم: من خطرات القلب، أو مرجوح طرفي المتردّد فيه ، والتُّهَمة، كهمزة: ما يتّهم عليه» . ۲
وقال الجوهري : «اتّهمت فلاناً بكذا، والاسم: التُّهَمَةُ بالتحريك، وأصل التاء فيه واو» ۳ انتهى .
وقيل : قد تُطلق التهمة على الظنّ أيضاً . ۴ وفي القاموس: «الظِّنّة، بالكسر: التُّهَمة، ومَظِنّة الشيء، بكسر الظاء: موضع يظنّ فيه وجوده» . ۵
(ويتغاير على الرجل الذكر، فيبذل له نفسه وماله) .
الظاهر أنّ «يتغاير» على البناء للفاعل، عطف على «يقتل»، والمستتر فيه راجع إلى «الرجل» ، و«على» تعليليّة.
و«الذكر» بالجرّ صفة الرجل، وضمير «له» راجع إليه، وضمير «نفسه» و«ماله» إلى الرجل المتغاير ، ومعنى التغاير مرَّ آنفاً .
وقال بعض الشارحين :
«الذكر» مفعول «يتغاير»، أي ورأيت الرجل يتغاير الذكرَ على رجل، فيبذل لذلك الرجل نفسه وماله ويفديهما له ، والحاصل أنّهما يتغايران عليه، ويريد كلّ واحد انفراده به . انتهى ۶ ؛ فتأمّل .

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۹۹ .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۴ (قبل) .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۸۷ (وهم) مع التلخيص .

4.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۵۴ (وهم) .

5.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۴۵ (ظنن) .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
416

(مُحتقَرا) بفتح القاف .
(ذليلاً) ؛ لغلبة أعداء الدين وعزّتهم وشوكتهم .
(ورأيت البدع والزنا قد ظهر) أي فشا وشاع وذاع .
(ورأيت الناس يعتدون) بتخفيف الدال، من الاعتداء ، وهو التجاوز عن الحدّ، والخروج عن الوضع الشرعي ، أو بتشديدها من الاعتداد، وهو الاعتماد .
ويؤيّد الثاني ما وقع في بعض النسخ: «يعتمدون». وفي بعضها: «يقتدون» بالقاف . وفي بعضها: «يشهدون بشهادة الزور» . [و] في بعض النسخ: «بشاهد الزور».
قال الجزري : «الزور: الكذب، والباطل، والتهمة» . ۱
(ورأيت الليل لا يُستخفى [به] من الجرأة على اللّه ) .
قيل : يعني يبارزون بالمعاصي نهاراً، لا ينتظرون مجيء الليل؛ ليستخفّوا به ويستتروا . ۲
وقيل : أي لا يترك الميل بسبب الجرأة على اللّه بالزنا والقتل والنهب والسرقة ونحوها . يُقال : استخفى من الشيء، إذا استتر وتوارى عنه بالبُعد والفرار عنه ، والغرض الأصلي من تقدير الليل وخَلْقِه السكون عن الحركات والأفعال الموافقة للقوانين الشرعيّة وغيرها، فكما أنّ من ارتكب الاُولى كان في غاية الحرص في الدنيا، كذلك من ارتكب الثانية كان في نهاية الشقاوة والجرأة على اللّه . ۳
(ورأيت الوُلاة يَرتشون في الحكم) أي يأخذون الرشوة لأجل الحكومة والقضاء .
في القاموس: «الرشوة، مثلّثة: الجُعل، ورشاه: أعطاه إيّاها، وارتشى: أخذها» . ۴
(ورأيت الولاية قُبالة لمن زاد) . في بعض النسخ: «لمن أراد».
الولاية، بالكسر: الإمارة، والسلطان . وقيل: القبالة، بالفتح: مصدر بمعنى الكفالة والضمان، ثمّ صار إسماً لما يتقبّله العامل من المال . ۵
وقال الفيروزآبادي : «القبيل: الكفيل، والعريف، والضامن ، وقد قَبَل به ـ كنصر وسمع

1.النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۱۸ (زور) .

2.قاله المحقّق الفيض رحمه الله في الوافي ، ج ۲۶ ، ص ۴۵۸ .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۹۸ .

4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۳۴ (رشو) .

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۹۹ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 112340
صفحه از 630
پرینت  ارسال به