وقيل : ظاهر كثير من الأصحاب أنّ تذهيب المساجد مطلقاً، وإن لم يكن بالنقش والتصوير ؛ والنقش مطلقاً، وإن لم يكن بالتذهيب والتصوير ؛ والتصوير مطلقاً، وإن لم يكن بالذهب وصورة حيوانٍ حرام، والاحتياط ظاهر . ۱
(ورأيت أصدق الناس [عند الناس] المفتري الكذب) .
الكذب، بالكسر وككتف: مصدر، بمعنى اسم الفاعل، صفة للمفتري، أو مفعوله، والتركيب من قبيل ضارب الرجل .
(ورأيت الشرّ قد ظهر) أي شاع .
وقوله : (والسعي بالنميمة) عطف على الشرّ .
قال الفيروزآبادي : «النمّ: التوريش، والإغراء، ورفع الحديث إشاعة له وإفسادا وتزيين الكلام بالكذب . نَمّ يَنُمّ ويَنِمُّ، فهو نَمُوم ونمّام، والاسم: النميمة . ۲
وقيل : أشار عليه السلام هنا إلى فساد أهل الزمان، باعتبار ظهور الشرّ بينهم، وأشار فيما سبق بقوله : «وإذا رأيت الشرّ ظاهرا» إلى فسادهم باعتبار عدم النهي عنه، فلا تكرار . ۳
(ورأيت البغي قد فشا) أي شاع .
والبغي: العلوّ، والعدول عن الحقّ، والاستطالة في المشي، والتجاوز عن الحدود الشرعيّة، والظلم، والخروج عن طاعة الإمام العادل ، ومنه: الفئة الباغية .
(ورأيت الغيبة تُستملح) أي تعدّ مَليحةً حسنةً مرغوبة .
قال الجوهري :
اغتابه اغتياباً، إذا وقع فيه، والاسم: الغيبةُ، وهو أن يتكلّم خلف إنسان مستور بما يغمّه لو سمعه، فإن كان صدقاً سُمّي غيبة، وإن كان كذباً سمّي بهتاناً . ۴
وقال الفيروزآبادي : «غابه: عابه، وذكره بما فيه من السوء، كاغتابه ، والغيبة : فِعلةٌ منه ،
1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۰۱ .
2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۸۳ (نمم) مع التلخيص .
3.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۹۶ (غيب) .