(فإنّها منّي بمكان) .
التنوين للتعظيم ؛ أي مكان شريف رفيع . وقيل : المكان هنا بمعنى المكانة والمنزلة . ۱
(ولها عندي عهدٌ وثيق) .
العهد: الأمان، واليمين، والموثق، والذمّة، والحفاظ، والوصيّة .
وقيل : لعلّ المراد به أنّ من حفظها وحفظ حرمتها وفعلها في أوقاتها، وراعى حدودها، جعله من عباده المقرّبين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وأنّ مَن ضيّعها وضيّع حقوقها ضيّعهُ اللّه تعالى وجعله من الأخسرين . ۲
(وألحق) من الإلحاق، على صيغة الأمر، أو المتكلّم. وكونه ماضياً مجهولاً بعيد.
(بها ما هو منها) أي من جملة الصلاة، أو من متمّماتها ؛ لأنّ قبول الصلاة مشروط بالزكاة، فكأنّها جزء منها ومن جملتها ، أو المراد ما هو قريب منها .
وروي أنّ مانع الزكاة وقفت صلاته حتّى يزكّي . ۳
(زكاة القُربان) بيان للموصول، أو بَدَل عنه .
والقُربان: إمّا مصدر بمعنى القُرب، أو ما يتقرّب به إلى اللّه ، والإضافة على الأوّل لاميّة، وعلى الثاني بيانيّة . ۴
(من طيّب المال والطعام) .
الطيّب: خلاف الخبيث ؛ أي من الحلال، أو من خيار المال وأفضله ، لا من رديئه ومعيوبه .
(فإنّي لا أقبل إلّا الطيّب يُراد به وجهي) .
جملة «يُراد» حال عن الطيّب ، ويستفاد منه أنّ القبول مشروط بأمرين : قصد القربة، وإخراج الطيّب .
(واقرن مع ذلك صلة الأرحام) .
القِران والقَرن: الجمع ، والوصل ، وفعله كنصر وضرب ، وذلك إشارة إلى الصلاة والزكاة ،
1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۹۶ .
2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۲۳ .
3.راجع : الكافي ، ج ۳ ، ص ۵۰۵ ، باب منع الزكاة ، ح ۱۲ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۱۲ ، باب ما جاء في مانع الزكاة ، ح ۱۵۹۴ ؛ التهذيب ، ج ۴ ، ص ۱۱۲ ، باب من الزيادات في الزكاة ، ح ۳۳۰ .
4.قال المازندراني رحمه الله : «وحمله على ما كان معروفا في سالف الزمان بعيد» .