(فإنّ الخير كاسمه) .
الخير: ما يُرغب فيه الكلّ، كالعدل والفضل مثلاً. وقيل: هو اسم جامع لكلّ ما هو وسيلة للقرب منه تعالى، ولابدّ من الرغبة فيه والاجتهاد في طلبه؛ لأنّه حسن خيرة من اللّه تعالى كاسمه من بين الأسماء، والواضع لاحظ كمال المناسبة بينهما . ۱
أو قال بعض الأعلام:
المراد أنّ الخير لمّا دلّ بحسب أصل معناه في اللغة على الأفضليّة، وما يطلق عليه في العرف والشرع من الأعمال الحسنة ، هي خير الأعمال، فالخير كاسمه، أي إطلاق هذا الاسم على تلك الاُمور على الاستحقاق، والمعنى المصطلح مطابق للمدلول اللغوي، أو المراد فالخير لمّا كان كلّ أحد يستحسنه إذا سمعه ، فهو حسن واقعا ، وحُسنه حُسن واقعي.
قال: والحاصل أنّ ما يحكم به عقول جماعة الناس في ذلك مطابق للواقع، ويحتمل أن يكون المراد باسمه ذكره بين الناس ، أي إنّ الخير ينفع في الآخرة كما يصير سبباً لرفعة الذكر في الدنيا. ۲
(ودَع الشرّ لكلّ مفتون) بالدنيا وشرورها.
(يا موسى، اجعل لسانك من وراء قلبك تَسلم) ؛ يعني إذا أردت التكلّم بشيء كانيا ما كان ، فابدأ أوّلاً باستعمال القلب والعقل والتفكّر والتأمّل فيه وملاحظة نفعه وضرّه ، فإن وجدته نافعا فتكلّم به ، فيكون استعمال اللسان بعد استعمال القلب ووراءه.
ويحتمل أن يكون المراد النهي عن النطق بما لا يعتقدها بالقلب.
(وأكثر ذكري في الليل والنهار تَغنم) .
الغَنيمة والغُنم، بالضمّ وبالفتح والتحريك: الفيء، والفوز بالشيء بلا مشقّة ، وفعله كعلم، والمراد هنا ما يعمّ غُنم الدنيا بصلاح الحلال ورفاه البال، وغُنم الآخرة بالعبادة وحسن المآل، وفيه حذف ما يُغنم به.
(ولا تتّبع الخطايا فتندم) .
«لا تتّبع» من المجرّد، أو من الاتّباع بتشديد التاء على احتمال. يقال: تبعه ـ كفرح ـ تَبَعا