يوجبه من الزهد والورع ونحوهما بها، وهذا التبديل يوجب الويل، وهو حلول الشرّ والفضيحة والتفجّع والعذاب، أو هو واد في جهنّم، أو بئر فيها.
(وبَلعة ۱ لم تَدُم) . في بعض النسخ: «وبلَعسة».
قال الفيروزآبادي: «بَلِعه كسمعه : ابتلعه» . ۲ وقال: «اللَّعس، كالمنع: العضّ» . ۳
والمراد هنا ما يقطعه بأسنانه من شيء مأكول مرّة واحدة.
(وكذلك) . ۴
الواو إمّا للاستئناف، أو للحال؛ أي والحال أنّ الدنيا والآخرة وأهلها كما وصفت لك، ليس إلّا (فكن ۵ كما أمرتك) ممّا فيه صلاحك من طيب النفس عن الدنيا والإنطواء عنها ونحوهما ممّا ذكر.
(وكلّ أمري رَشاد) .
فيه ترغيب في أخذ ما ذكر، أي كلّ أمر من أوامري سبيل رشاد واهتداء يوصلك إلى ما فيه نجاتك في الدارين، وأصل الرشاد مصدر، يقال: رشد ـ كنصر وفرح ـ رُشدا ورَشَدا ورَشاداً، إذا اهتدى، فحمله على الأمر مبالغة، أو اُريد به ما يُرشد ويهتدى به .
(إذا رأيت الغنى مقبلاً ...) .
الغنى ، كإلى ؛ ضدّ الفقر، يعني إذا أقبل إليك الغنى واليسار من زخارف الدنيا، فقل: هذا عقوبة ذنب وجُرم صدر منّي، قد عجّلت لي في هذه النشأة استدراجا وإغفالاً عن النشأة الآخرة، وحمل الذنب على الغنى مبالغة في سببيّتها واستتباعها لذنوب كثيرة مثل الكبر والفخر والاستطاله ومنع الحقوق الواجبة.
وقوله: (مرحباً بشعار الصالحين) نصبه على المفعول به، أي آتيت أو صادفت سعة أو مكاناً واسعاً، من الرُّحب بالضمّ، وهو السعة، والباء للإلصاق. وقيل: للمصاحبة، أو للسببيّة. ۶
والشِّعار، بالكسر، ويفتح: العلامة، وما تحت الدثار من اللباس، وجمعه: أشعرة وشُعُر .
وفيه مبالغة في كمال لزومه والتصاقه بالصالحين، حتّى إنّه علامة بها يتميّز الصالح من الطالح.
1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۳۷ .
2.في المتن الذي نقله الشارح رحمه الله سابقا : «وبِلَعْسَة» .
3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۷ (بلع) .
4.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۴۹ (لعس) .
5.في المتن الذي نقله الشارح رحمه الله سابقا : «فكذلك» .
6.في المتن الذي نقله الشارح رحمه اللهسابقا : «فلتكن» .