وقوله: (قارب ، وسَدّد) .
يقال: قارب في الأمر، إذا ترك الغلوّ وقصد السُّداد. وسدّد سديداً، أي قصده ۱ ووفّقه للسداد، أي الصواب من القول والعمل.
قال الجزري: «فيه: سدّدوا وقاربوا . أي اقتصدوا في الاُمور كلّها، واتركوا الغلوّ فيها والتقصير. يقال: قارب فلان في اُموره، إذا اقتصد». ۲
وقال في السين مع الدال: «فيه: قاربوا وسدّدوا . أي اطلبوا بأعمالكم السداد والاستقامة، وهو القصد في الأمر ، والعدل فيه». ۳
(وادع دعاء الطامع الراغب فيما عندي) من جميل المثوبات، وجزيل الكرامات.
والطمع في الأصل: الحرص، والمراد هنا الرجاء والتوقّع للمغفرة ، ودفع المضارّ ، وجلب المنافع الدنيويّة والاُخرويّة.
في القاموس: «رغب فيه ـ كسمع ـ رغبا، ويضمّ ، ورغبةً: أراده، وإليه رغبا محرّكةً، ورَغبى: ويضمّ: ابتهل، أو هو الضراعة والمسألة». ۴
(النادم على ما قدّمت يداه) من المعاصي.
(فإنّ سواد الليل يَمحوه النهار) .
السواد: لون معروف، ويكنّى به عن الظلمة.
(وكذلك السيّئة تَمحوها الحسنة) .
قيل: لأنّ السيّئة رَين القلب وجلاؤه، كما قال عزّوجلّ: «إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ»۵ . ۶
وفيه تشبيه المعقول بالمحسوس؛ لقصد الإيضاح.
(وعَشوة الليل تأتي على ضَوء النهار) .
في القاموس: «العشوة، بالفتح: الظلمات، وما بين أوّل الليل إلى ربعه، أو من المغرب إلى العتمة، أو من زوال الشمس إلى طلوع الفجر». ۷
1.كذا قرأناه .
2.النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۳ (قرب) .
3.النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۵۲ (سدد) .
4.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۷۴ (رغب) .
5.هود (۱۱) : ۱۱۴ .
6.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۴۲ .
7.راجع : القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۶۲ (عشو) .