(وكذلك السيّئة تأتي على الحسنة الجليلة) أي العظيمة . والجليل: ضدّ الحقير .
(فتُسوّدها) أي تكدّرها وتمحوها .
قيل: فيه دلالة على الإحباط ۱ . وفيه نظر بأن يكفي في التسويد والتكدير مجرّد تأخير الوصول إلى صاحبه، أو نقص كماله .
متن الحديث التاسع
۰.عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ؛ وَحُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيِّ جَمِيعاً؛ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالَ:قَرَأْتُ جَوَاباً مِنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام إِلى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ:
«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللّهِ؛ فَإِنَّ اللّهَ قَدْ ضَمِنَ لِمَنِ اتَّقَاهُ أَنْ يُحَوِّلَهُ عَمَّا يَكْرَهُ إِلى مَا يُحِبُّ، وَيَرْزُقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَخَافُ عَلَى الْعِبَادِ مِنْ ذُنُوبِهِمْ، وَيَأْمَنُ الْعُقُوبَةَ مِنْ ذَنْبِهِ؛ فَإِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَا يُخْدَعُ عَنْ جَنَّتِهِ، وَلَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَا بِطَاعَتِهِ إِنْ شَاءَ اللّهُ».
شرح
السند مقطوع مجهول.
قوله: (أمّا بعد) أي بعد الحمد والصلاة، وكأنّ عدم ذكرهما أوّلاً لكونهما معلومين بحسب المقام، أو أنّه عليه السلام ذكرهما في الجواب أوّلاً ولم يتعرّض المصنّف لذكرهما اختصاراً؛ لعدم تعلّق الغرض به هاهنا.
وقوله: (ممّن يخاف على العباد من ذنوبهم) .
«يخاف» على بناء المعلوم، أي يعلم قبح ذنوب العباد، ويحكم بكونهم في معرض الوبال والنكال. ۲
(ويأمن العقوبة من ذنبه) أي يغفل عن ذنب نفسه وما يترتّب عليه من العقوبة، كما قال عزّ