493
البضاعة المزجاة المجلد الأول

والأسر . وقيل : أو بالنار؛ لأنّه عليه السلام يحرقهم بالسيف القاطع، ويهلكهم كالنار . ۱
وقوله : (لا تُطيق الامتناع) إلى قوله : (نصبت غير وُلاة الأمر) ؛ تفسيره عليه السلام ظاهر .
وقال البيضاوي في تفسير قوله تعالى : «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ» :
ذليلة. «عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ» ؛ تعمل ما تتعب فيه كجرّ السلاسل، وخوضها في النار خوض الإبل في الوحل، والصعود والهبوط في تلالها ووهادها ، أو عملت ۲ ونصبت في أعمال لا تنفعها يومئذٍ. «تَصْلى نَاراً» تدخلها. وقرأ أبو عمرو ويعقوب وأبو بكر: «تصلى» من أصلاه اللّه . وقرئ «تُصلّ» بالتشديد للمبالغة. «حَامِيَةٌ» : متناهية في الحرّ . انتهى . ۳
وقوله : (قال: تصلى نارَ الحرب) .
الضمير المستتر في «تصلى» راجع إلى الوجوه، أي تدخلها، فتهلك بنار السيف والسنان كدخول الحطب في النار وإحراقه .
وقيل: في تشبيه الحرب بالنار الحامية إشارة إلى كمال شوكة الصاحب عليه السلام ، ونهاية قدرته على محاربة الأعداء . ۴

متن الحديث الرابع عشر ۵

۰.سَهْلٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:قُلْتُ لأبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : قَوْلُهُ تَبَارَك وَتَعَالى: «وَأَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ» ؟ ۶ قَالَ: فَقَالَ لِي: «يَا أَبَا بَصِيرٍ، مَا تَقُولُ فِي هذِهِ الْايَةِ؟».
قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ الْمُشْرِكِينَ يَزْعُمُونَ وَيَحْلِفُونَ لِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أَنَّ اللّهَ لَا يَبْعَثُ الْمَوْتى.
قَالَ: فَقَالَ: «تَبّاً لِمَنْ قَالَ هذَا، سَلْهُمْ هَلْ كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ، أَمْ ۷ بِاللاَّتِ وَالْعُزّى؟» قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَوْجِدْنِيهِ.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۴۶ .

2.في المصدر: «ما عملت» بدل «أوعملت».

3.تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۴۸۳ .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۴۷ .

5.في الحاشية: «في بعث الموتى» .

6.النحل (۱۶): ۳۸.

7.في الحاشية عن بعض النسخ: «أو».


البضاعة المزجاة المجلد الأول
492

وقوله تعالى : «وَالنَّهارِ إِذا جَلاّها» . قيل : الضمير هنا أيضاً عائد إلى الشمس؛ فإنّها تتجلّى إذا انبسط النهار ، أو إلى الظلمة ، أو إلى الدنيا ، أو إلى الأرض ، وإن لم يجر ذكرها للعلم بها بقرينة المقام . ۱
وفي تفسيره عليه السلام النهار بالإمام إيماء إلى الأوّل، ويحتمل على هذا التفسير إرجاعه إلى الضحى، كما يشعر به قوله عليه السلام : (يُسأَل عن دين رسول اللّه فيُجلّيه) أي يكشفه ويوضحه، ويبيّنه على ما يقتضيه المقام .

متن الحديث الثالث عشر

۰.سَهْلٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:قُلْتُ: «هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ» ؟ قَالَ: «يَغْشَاهُمُ الْقَائِمُ بِالسَّيْفِ». قَالَ: قُلْتُ: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ» ؟ قَالَ: «خَاضِعَةٌ لَا تُطِيقُ ا لأْتِنَاعَ». قَالَ: قُلْتُ: «عامِلَةٌ» ؟ قَالَ: «عَمِلَتْ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللّهُ». قَالَ: قُلْتُ: «ناصِبَةٌ» ؟ قَالَ: «نَصَبَتْ غَيْرَ وُلَاةِ الْأَمْرِ». قَالَ: قُلْتُ: «تَصْلى ناراً حامِيَةً» ؟ ۲ قَالَ: «تَصْلى نَارَ الْحَرْبِ فِي الدُّنْيَا عَلى عَهْدِ الْقَائِمِ، وَفِي الْاخِرَةِ نَارَ جَهَنَّمَ».

شرح

السند ضعيف .
قوله تعالى : «هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ» . قال البيضاوي : «أي الداهية التي تغشى الناس بشدائدها؛ يعني يوم القيامة، أو النار، من قوله : «وَتَغْشى وُجُوهَهُمْ النَّارُ»۳ » . ۴
وقال الجوهري : «الغاشية: القيامة؛ لأنّها تغشى بإفزاعها . وغشّيت الشيء تغشية، إذا غطّيته . وغشيت الرجل بالسوط: ضربته. وغَشيه غشياناً، أي جاءه» . ۵
(قال : يغشاهم القائم بالسيف) .
شبّه القائم عليه السلام بالداهية؛ لأنّه بلاءٌ على أعدائه، يغشاهم بالشدائد من القتل والنهب

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۰۹ .

2.الغاشية (۸۸): ۱ ـ ۴.

3.إبراهيم (۱۴): ۵۰.

4.اُنظر: تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۴۸۳ .

5.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۴۶ و۲۴۴۷ (غشا) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 93383
صفحه از 630
پرینت  ارسال به