أَعْنَاقِهِمُ الصُّلْبَانَ، فَيُدْخِلُونَهُمْ ۱ ، فَإِذَا نَزَلَ بِحَضْرَتِهِمْ أَصْحَابُ الْقَائِمِ طَلَبُوا الْأَ مَانَ وَالصُّلْحَ، فَيَقُولُ أَصْحَابُ الْقَائِمِ: لَا نَفْعَلُ حَتّى تَدْفَعُوا إِلَيْنَا مَنْ قِبَلَكُمْ مِنَّا».
قَالَ: «فَيَدْفَعُونَهُمْ إِلَيْهِمْ، فَذلِكَ قَوْلُهُ: «لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ» » قَالَ: «يَسْأَلُهُمُ الْكُنُوزَ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهَا».
قَالَ: «فَيَقُولُونَ: «يا وَيْلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ * فَما زاَلَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ»۲ بِالسَّيْفِ».
وهو سعيد بن عبد الملك الاُموي صاحب نهر سعيد بالرحبة. ۳
شرح
السند مجهول .
قوله تعالى في سورة الأنبياء : «فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا» . قال البيضاوي :
أي فلمّا أدركوا شدّه عذابنا إدراك المشاهد المحسوس «إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ» : يهربون مسرعين راكضين دوابّهم، أو مشبّهين به من فرط إسراعهم .
«لَا تَرْكُضُوا» على إرادة القول، أي قيل لهم استهزاء: لا تركضوا؛ إمّا بلسان الحال، أو المقال، والقائل ملك، أو من ثَمَّ من المؤمنين .
«وَارْجِعُوا إِلى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ» من النِّعم والتلذّذ . والإتراف: إبطار النعمة . «وَمَسَاكِنِكُمْ» التي كانت لكم . «لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ» غداً عن أعمالكم، أو تعذّبون؛ فإنّ السؤال من مقدّمات العذاب ، أو تُقصدون في السؤال ۴ والتشاور في المهام والنوازل ، «قَالُوا يا وَيْلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ» لما رأوا العذاب، ولم يروا وجه النجاة، فلذلك لم ينفعهم.
«فَما زاَلَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ» : فما زالت ۵ يردّدون ذلك، وإنّما سمّاه دعوى؛ لأنّ المُوَلْول كأنّه يدعوا الوَيْلَ ويقول: يا ويل تعال ، فهذا أو أنّك وكلّ من «تِلْكَ» و «دَعْواهُمْ»يحتمل الاسميّة والخبريّة ، «حَتّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً» مثل الحصيد، وهو النبت