(وفيهم المجتهدون) أي المسارعون (في العبادة).
العبادة: الطاعة ، وإنّما سمّي أعمالهم الفاسدة عبادة باعتبار التشاكل الاسمي عرفاً، أو التشابه الصوري ظاهراً، أي بالنظر إلى معتقدهم .
(على تلك الضلالة) أي حال كونهم ثابتين عليها غير مفارقين عنها .
وقيل: فيه تنبيه على أنّ عبادتهم واجتهادهم فيها لا ينفعهم، كعبادة اليهود والنصارى . 1
(مُعجَبون) بفتح الجيم. قال الجوهري : «أعجبني هذا الشيء لحسنه ، وقد اُعجب فلان بنفسه، فهو مُعجَب برأيه وبنفسه ، والاسم: العُجب، بالضمّ»؛ 2 يعني أنّهم يُعْجَبون بعملهم بتزيين الشيطان إيّاه ليزداد حسرتهم يوم القيامة حين يرونه هباءً منثوراً .
(مفتونون)؛ لافتتان الشيطان لهم، وإضلال بعضهم بعضاً بالحثّ عليه . قال الجوهري : «فُتِنَ، فهو مفتون، إذا أصابته فتنة، فذهب ماله أو عقله، وكذلك إذا اختُبِرَ ، قال اللّه تعالى : «وَفَتَنَّاكَ فُتُونا» 3 » .
وفي القاموس:
الفتنة، بالكسر: الخبرة ، وإعجابك بالشيء، والضلال، والإثم، والكفر، والفضيحة، والعذاب، والإضلال، والمحنة . وفتنه: أوقعه في الفتنة، كفتّنه، وأفتنه، فهو مُفتن ومفتون، ووقع فيها، لازم متعدٍّ . 4
وقوله : (فعبادتهم فتنة لهم) .
قيل : أي محنة وبليّة ابتلوا بها مع مشقّة شديدة، أو سبب لزيادة ميلهم عن الحقّ إلى الباطل، من فتن المالُ الناسَ ـ من باب ضرب ـ فُتوناً: استمالهم إلى مفاسده . 5
وقال : (ذكر 6 للعابدين) . في بعض النسخ: «ذكرى» .
قال الفيروزآبادي : «الذكر، بالكسر: الحفظ للشيء، وتذكّره، واُذكره إيّاه وذكّره، والاسم: الذكرى ، وقوله تعالى : «وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ» 7 اسم للتذكير ، «وَذِكْرى لِاُوْلِي
1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۵۴ .
2.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۷۷ (عجب) .
3.طه(۲۰): ۴۰.
4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۵۵ (فتن) .
5.في المتن الذي نقله الشارح رحمه الله سابقاً: «ذكرى».
6.الأعراف(۷): ۲؛ هود(۱۱): ۱۲۰.