(اُمّيّون). أي أنّهم جهّال كالاُمّيّين .
(فيما يتلون) من الكتاب، لا يعرفون حقيقته، ولا يفهمون معناه .
في القاموس: «الاُمّي: من لا يكتب، أو من على خلقة الاُمّ لم يتعلّم الكتاب، وهو باقٍ على جبلّته، والغبيّ الجِلف القليل الكلام» . ۱
(يصدّقون بالكتاب) أي بألفاظه وعباراته .
(عند التعريف) أي عند تعريفهم وتعليمهم للخلق حروفه وكلماته .
(ويكذّبون به عند التحريف) أي تحريف معانيه، وصرفها إلى غير المراد منه؛ إذ تحريف معناه تكذيب لما هو المقصود منه .
(فلا يُنكرون) على بناء الفاعل، أو المفعول من الإنكار. ويحتمل كونه من التنكير، أي لا يستقبحون ذلك، بل يستحسنونه، أو لا يعلمون أنّه جهل، بل يزعمون أنّه حقّ .
قال الفيروزآبادي :
النكرُ والنكارة: الدَّهاء، والفطنة. والنكر، بالضمّ وبضمّتين: المنكر، كالنَّكراء، والأمر الشديد. نَكِر فلان الأمر ـ كفرح ـ نكَرَاً ونُكُراً ونكوراً ونكيراً، وأنكره: جهله، والمنكر: ضدّ المعروف . ۲
قال بعض الأفاضل :
قوله : «يصدّقون» و«يكذّبون» من باب التفعيل على البناء للفاعل . وقوله : «فلا ينكرون» على البناء للمفعول ؛ أي لا ينكر تكذيبهم عليهم أحد ، ويحتمل العكس بأن يكون الأوّلان على البناء للمفعول ، والثالث على البناء للفاعل؛ أي لا يمكنهم إنكار ذلك؛ لظهور تحريفهم، وعلى الاحتمال الأوّل يمكن أن يقرأ الفعلان بالتخفيف أيضاً، والأوّل أظهر . انتهى . ۳
(اُولئك أشباه الأحبار والرهبان) الذين ساروا بكتمان الكتاب وتحريفه .
وقوله : (قادة في الهوى، سادة في الردى) خبر «اُولئك» ، و«أشباه الأحبار» صفته، أو بدله، وكونه خبراً أيضاً بعيد؛ يعني أنّهم قائدون لمن تبعهم إلى الأهواء النفسانيّة والآراء الشيطانيّة،
1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۷۶ (أمم) .
2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۴۸ (نكر) مع التلخيص .
3.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۱۹ .