523
البضاعة المزجاة المجلد الأول

(وكثر خيله ورَجْله) أي أعوانه القويّة والضعيفة، وأصحاب الشوكة والقدرة على الشيطنة وأعمال النكراء والجربزة في وضع القوانين الباطلة. والضعفاء التَّبَعة لهم في ذلك .
قال الجوهري : «الخيل: الفُرسان، ومنه قوله تعالى : «وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ»۱ أي بفرسانك ورجالتك» . ۲
وقال : «الراجل: خلاف الفارس ، والجمع: رجَلْ مثل صاحب وصَحْب، ورجّالة ورُجّال» . ۳
وقال البيضاوي : «الرَّجل، بالكسر والضمّ، لغتان في الرَّجْل بالسكون» . ۴
(وشارك) الشيطان (في المال) بحملهم على كسبها وجمعها من الحرام، والتصرّف فيها على ما لا ينبغي .
(والولد) بالحثّ على التوصّل به بالسبب المحرّم كالزنى، وجعل مال الإمام مهور النساء وقيّم السراري بالنسبة إلى المخالف، وبتسمية الولد بعبد العزّى وأمثال ذلك .
(من أشركه) مفعول «شارك»؛ أي جعله شريكاً فيهما باتّباعه وعدم الاستعاذة منه .
(فعُمِلَ بالبدعة) الضمير المستتر عائد إلى الموصول .
وقوله : (وتُرك الكتاب والسنّة) ؛ إمّا على صيغة الفعل عطف على «عمل»، أو على صيغة المصدر عطف على «البدعة»، ولا شكّ في أنّ العمل بالبدعة موجب لترك الكتاب والسنّة ، وقد روي: «ما اُحدثت بدعة إلّا تُركت بها سنّة» . ۵
(ونطق أولياء اللّه ) من الأوصياء ومن تبعهم (بالحجّة) أي بالدليل والبرهان الدالّ على الحقّ .
(وأخذوا بالكتاب) أي بأحكام القرآن (والحكمة) فسّرت بالشريعة، أو معالم الدين من المنقول والمعقول .
(فتفرّق) وامتاز (من ذلك اليوم) الذي ظهر فيه إمامان : (أهل الحقّ) بالنطق بالبرهان والحجّة،

1.الإسراء(۱۷): ۶۴.

2.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۹۱ (خيل) .

3.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۷۰۵ (رجل) .

4.تفسير البيضاوي ، ج ۳ ، ص ۴۵۶ .

5.نهج البلاغة ، ص ۲۰۲ ، الكلام ۱۴۵ . وعنه في وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۱۷۵، ح ۲۱۲۸۰ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
522

الملّة، وبالليل باطنها؛ لخفائه بالنسبة إلى الظاهر بحيث لا يهتدي إليه أحد . ۱
(لم يظهر فيهم بدعة) .
قيل : هي ما لم يكن في عهد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وكان مخالفاً لما جاء به .
(ولم يُبدَّل فيهم سُنّة) . هي ما يقابل البدعة .
وقيل : يمكن أن يُراد بالبدعة ولاية الجور ، وبالسنّة ولاية الحقّ . ۲
(لا خلاف عندهم) في عدم ظهور البدعة وعدم جوازها .
(ولا اختلاف) عندهم في عدم جواز تبدّل السنّة .
وقيل : أي لا خلاف عندهم حينئذٍ في السنّة، ولا اختلاف في الولاية والإمامة، بل كانوا كلّهم على سنّة واحدة وولاية واحدة ـ هي ولاية عليّ عليه السلام ـ طوعاً أو كرهاً، أو غير مظهرين لخلافه . ۳
(فلمّا غشي الناس) بعد أن قبض رسول اللّه (ظلمة خطاياهم) ؛ يُقال: غشيه ـ كرضيه ـ غشياناً بالكسر، إذا جاءه، وغشّيته تغشية، إذا غطّيته . قيل : شبّه الخطايا بالليل، واُثبت لها الظلمة مكنيّة وتخييليّة، أو شبّهها بالظلمة، والتركيب من باب لجين الماء، ووجه التشبيه هو تحيّر الناس فيها، وعدم اهتدائهم إلى المقصود . ۴
وقوله : (داع إلى اللّه ) أي إلى دينه، وإلى ما يوجب الوصول إلى رحمته، وذلك الداعي أمير المؤمنين عليّ عليه السلام .
(وداع إلى النار) أي إلى أسباب دخولها، وهو أمير الكافرين : الأوُّل وصاحباه .
(فعند ذلك) الاختلاف (نطق الشيطان) بلسان أوليائه في الناس، كما يصرّح به (فعلا صوته) كناية عن غاية كدّه واجتهاده في النطق .
(على لسان أوليائه) من الإنس، أو من الجنّ أيضاً؛ إذ اُريد باللسان والنطق ما يعمّ الوسوسة والتخيّلات الشيطانيّة وتزيين الباطل في قلوبهم .

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۵۸ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 109544
صفحه از 630
پرینت  ارسال به