525
البضاعة المزجاة المجلد الأول

(وصنف آخر) وهم أهل الهدى (فأبصرهم رأي العين) أي رؤية ظاهرة معاينة .
(تُحيا) ۱ على صيغة المعلوم من الحياة، أو المجهول من الإحياء .
وفي بعض النسخ: «نجباء» على زنة شرفاء، جمع نجيب، وهو صفة اُخرى للصنف، أو حال من الضمير المنصوب .
(والزمهم) أي لا تفارقهم.
(حتّى ترد) بعد الموت، أو يوم القيامة .
(أهلك): أهل الجنّة والسعادة من الأنبياء والأولياء . ويحتمل أن يُراد بأهل الإمام الحقّ كناية، والورود عليه أعمّ من الورود والوصول إليه في الدنيا والآخرة .
وقيل : يمكن أن يكون «تردّ» بتشديد الدال، أي حتّى تردّ أهلك عن صنف أهل الضلالة إلى أهل الحقّ ، قال : وهذا أنسب بقوله : (فإنّ الخاسرين ...)، ۲ وكأنّه عليه السلام أشار بذلك إلى تفسير خسران أهليهم في الآية، بأنّ المراد به خسران مرافقة هؤلاء في القيامة، وفي الجنّة، وخسران شفاعتهم .
قال الجوهري : «خسر في البيع خُسراً وخُسراناً، وخَسِرة وأخسره: نقصه» . ۳
وقال البيضاوي : «الخاسرون هم الكاملون في الخسران، الذين خسروا أنفسهم بالضلال وأهليهم بالإضلال يوم القيامة» ۴ حين يدخلون النار بدل الجنّة؛ لأنّهم جمعوا وجوه الخسران . وقيل : وخسروا أهليهم؛ لأنّهم إن كانوا من أهل النار فقد خسروهم كما خسروا أنفسهم ، وإن كانوا من أهل الجنّة فقد ذهبوا عنهم ذهاباً لا رجوع بعده .
وقوله : (ألا ذلك هو الخسران المبين) مبالغة في خسرانهم لما فيه من الاستئناف، والتصدير ب «ألا»، وتوسيط الفعل، وتعريف الخسران، ووصفه بالمبين .
(إلى هاهنا رواية الحسين) ابن محمّد الأشعري ، ورواية محمّد بن يحيى أيضاً؛ فإنّ لفظ الزيادة في قوله : (وفي رواية محمّد بن يحيى زيادة) يشعر بذلك، وتلك الزيادة قوله : (لهم علمٌ بالطريق) ؛ الضمير لصنف آخر، وهم أهل الحقّ ، والتنوين للتعظيم، أو للتكثير، أو لهما معاً ؛ أي لهم علم كامل بطريق الحقّ .

1.في المتن الذي نقله الشارح رحمه الله سابقاً: «نجباء».

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۶۰ .

3.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۴۵ (خسر) مع اختلاف يسير .

4.تفسير البيضاوي ، ج ۳ ، ص ۱۰۷ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
524

والأخذ بالكتاب والسنّة (وأهل الباطل) بالشبهات الشيطانيّة والتسويلات النفسانيّة .
(وتخاذل وتهاون أهل الهدى) .
«أهل الهدى» فاعل الفعلين على التنازع . قال الفيروزآبادي : «خذله: ترك نصرته ، وتخاذلت رجلاه: ضعفتا ، والقوم: تدابروا» . ۱
وقال الجوهري : «تخاذلوا، أي خذل بعضهم بعضاً» . ۲ وقال : «تهاون به: استحقره» . ۳
وقيل : المراد أنّه أهل الهدى تخاذلوا وتهاونوا وتركوا النصرة والتعاون بينهم ، ولو لا ذلك لما غلب أهل الضلالة عليهم، وفيه نوع شكاية من التابعين لعليّ عليه السلام بعدم نصرتهم له، كما مرّ مثله عنه عليه السلام في الخطبة الطالوتيّة . ۴
وفي بعض النسخ: «تخادن»، بالدال المهملة والنون. والتخادن: اتّخاذ الخِدن ـ بالكسر ـ وهو الصديق، والصاحب، ومنه قوله تعالى : «وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ»۵ .
وفي بعضها : «تخاون» بالواو من الخون، وهو أن يؤتمن الإنسان فلا ينصح .
وفي بعضها: «تهادن» من الهُدنة بالضمّ، وهو المصالحة .
وفي بعضها: «أهل الهوى» بالواو . وعليك بتطبيق النسخ بعضها مع بعض برعاية التناسب بينها .
والظاهر أنّ «الجماعة» في قوله : (حتّى كانت الجماعة) مرفوع، على أنّه اسم «كانت»، أو فاعله. وقيل : منصوب على الخبريّة، واسم «كانت» الضمير المستتر الراجع إلى أهل الضلالة .
والمراد ب «فلان» في قوله : (مع فلان وأشباهه) الأوّل، وأشباهه أضرابه من لصوص الخلافة .
(فاعرف هذا الصنف) من أهل الجهالة والضلالة بأعيانهم وصفاتهم الذميمة الخارجة عن طور العقل والشرع .

1.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۶۷ (خذل) مع التلخيص .

2.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۸۳ (خذل) .

3.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۱۸ (هون) .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۵۹ .

5.النساء(۴): ۲۵.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 109123
صفحه از 630
پرینت  ارسال به