543
البضاعة المزجاة المجلد الأول

فإنّه قال : «إِنْ كَانَ هذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ» ، أو أبو جهل؛ فإنّه قال : «فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِنَ السَّمَاءِ» ، ۱ سأله استهزاء، أو الرسول صلى الله عليه و آله استعجل بعذابهم. ۲
ومضيّ الفعل لتحقّق وقوعه إمّا في الدنيا ـ وهو قتل بدر ـ أو في الآخرة وهو عذاب النار للكافرين، صفة اُخرى لعذاب، أو صلة ل «واقع»، وإن صحّ أنّ السؤال كان عمّن يقع به العذاب كان جواباً ، والباء على تضمين «سأل» معنى اهتمّ .
«لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنْ اللّهِ» : من جهته لتعلّق إرادته .
«ذِي الْمَعَارِجِ»۳ : ذي المصاعد، وهي الدرجات التي يصعد فيها الكلم الطيّب والعمل الصالح، أو يترقّى فيها المؤمنون في سلوكهم، أو في دار ثوابهم ، أو مراتب الملائكة ، أو السماوات؛ فإنّ الملائكة يعرجون فيها .
وقوله : (إنّا لا نقرأها هكذا ...) يدلّ على أنّ في متن الحديث سقط من النسّاخ؛ روى المصنّف في الاُصول عن عليّ بن إبراهيم، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه تعالى : «سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ ـ بولاية عليّ ـ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ» » ، ثمّ قال : «هكذا واللّه نزل بها جبرئيل عليه السلام على محمّد صلى الله عليه و آله » . ۴
وقال الفاضل الإسترآبادي : «قوله : هكذا واللّه نزل ... ، إشارة إلى قوله : إنّ بني هاشم يتوارثون هرقلاً بعد هِرقل» ۵ انتهى .
ويمكن حمل قوله : (فقد أتاه ما استفتح به) على التهكّم، أو على الافتتاح والاستنصار بالنظر إلى عقيدة السائل .
وقوله تعالى : «وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ» ؛ ۶
الاستفتاح: الاستنصار والافتتاح ، ويظهر من هذا الخبر أنّ المراد به استفتاح العذاب .
قال بعض المفسّرين : «أي سألوا من اللّه الفتح على أعدائهم، أو القضاء بينهم وبين

1.الشعراء(۲۶): ۱۸۷.

2.تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۳۸۶ .

3.المعارج(۷۰): ۱ ـ ۳.

4.الكافي، ج ۱ ، ص ۴۲۲، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، ح ۴۷.

5.نقل عنه المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۶۷ .

6.إبراهيم(۱۴): ۱۵.


البضاعة المزجاة المجلد الأول
542

(إمّا تبت وإمّا رَحَلْت) .
في القاموس: «رحل، كمنع: انتقل» . ۱ وقال الجوهري : «رحَلت البعيرَ، أرحله رَحلاً، إذا شددت على ظهره الرَّحل. ويقال : رحَلْتُ له نفسي، إذا صبرت على أذاه ، ورحل فلان وارتحل وترحّل بمعنى» . ۲
وقوله : (لسائر قريش) ؛ كأنّه أراد به نفسه الملعونة .
(شيئاً ممّا في يديك) من الملك والخلافة، أو العزّ والكرامة .
وقوله : (فقد ذهب بنو هاشم) تعليل المذكور .
(بمَكرمة العرب والعجم) أي بجميع المكارم والمناقب والمفاخر .
قال الفيروزآبادي : «الكرم، محرّكة: ضدّ اللؤم. كرم ـ بضمّ الراء ـ كرامةً وكَرَماً، فهو كريم وكريمة، ومكرم ومَكرَمة. وأرض مكرمة: كريمة طيّبة» . ۳
وقوله : (بظهر المدينة) أي خارجها .
والظهر في الأصل، خلاف البطن: ما غلظ من الأرض وارتفع ، ولعلّ نزول العذاب عليه هناك لخروجه عن موضع الأمان .
(أتته جَنْدَلَة فرضّت هامته) .
في بعض النسخ: «فرضخت» ، والرضخ، بالخاء المعجمة والمهملة: كسر الحصى والنوى . والجندل، كجعفر، ويجوز كسر الدال: الحجارة، واحده جَنْدلة . والرضّ: الكسر، والدقّ. والهامة، بتخفيف الميم: رأس كلّ شيء .
(ثمّ أتى الوحي إلى النبيّ صلى الله عليه و آله ) .
الوحي في الأصل: الكتاب، والكتابة، والرسالة، والإشارة، والإلهام، والكلام الخفيّ، وكلّ ما ألقيته إلى غيرك، والمناسب بقوله : (فقال) أن يراد به جبرئيل عليه السلام .
«سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ»
قال البيضاوي :
أي دعا داعٍ به بمعنى استدعاه ، ولذلك عدّي الفعل بالباء، والسائل نضر بن الحارث؛

1.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۸۳ (رحل) .

2.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۷۰۷ (رحل) .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۷۰ (كرم) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 93425
صفحه از 630
پرینت  ارسال به