«وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ» عن أخذه منه، أو عن إتيانه «فَانْتَهُوا» عنه، «وَاتَّقُوا اللّهَ» في مخالفة رسوله «إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» لمن خالفه . انتهى . ۱
وقوله عليه السلام : (فينا خاصّة) متعلّق ب «قال»، أو بمقدّر؛ أي نزل فينا، أو قرّر الخمس فينا ، والظاهر أنّ قوله : (رحمة منه لنا) مفعول له لمتعلّق الجارّ، أعني قوله: «فينا» .
(وغنى أغنانا اللّه به) عطف على «رحمة»؛ أي وليُغنينا بالخمس والفيء عن الحاجة وعن أوساخ أيدي الناس .
وقال بعض الشارحين :
الرحمة قد تُطلق على الرقّة المجرّدة عن الإحسان، وعلى الرقّة المقترنة معه، وعلى الإحسان المجرّد والإفضال ؛ وهو المراد هنا ، وليس المراد بالغنى المعنى المعروف عند الناس ، بل المراد به الكفاف، وهو سهم ذي القربى من الخمس ، هذا إن جعل «رحمة» وما عطف عليه مفعولاً له لقوله : «عنى بذي القربى» ، أو لقوله : «قرننا» كما هو الظاهر . وأمّا إن جعل مفعولاً له لشديد العقاب، فالمراد به العقل والعلم والعمل والمنزلة الرفيعة التي هي كمال النفس وغناها، وهم أغنى الأغنياء بهذه المعاني، وقد أغناهم اللّه تعالى بها عن غيرهم . ۲ انتهى كلامه، فتأمّل فيه .
(ووصّى به) أي بذلك الإغناء، أو بإعطاء الفيء والخمس المفهوم من السياق ، وكلمة «ما» في قوله : (ما لقي أهل بيت) نافية ، وفي قوله : (ما لقينا) موصولة .
متن الحديث الثاني والعشرين
(خُطْبَةٌ لأمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام )
۰.أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الْمُحَمَّدِيِّ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ فَرَجِ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، [عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ] عليه السلام ، قَالَ:«خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام بِالْمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللّهَ، وَأَثْنى عَلَيْهِ، وَصَلّى عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ، ثُمَّ قَالَ:
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لَمْ يَقْصِمْ جَبَّارِي دَهْرٍ إِلَا مِنْ بَعْدِ تَمْهِيلٍ وَرَخَاءٍ، وَلَمْ يَجْبُرْ كَسْرَ عَظْمٍ مِنَ الْأُمَمِ إِلَا بَعْدَ أَزْلٍ وَبَلَاءٍ، أَيُّهَا النَّاسُ فِي دُونِ مَا اسْتَقْبَلْتُمْ مِنْ عَطَبٍ وَاسْتَدْبَرْتُمْ مِنْ